هواتف ذكية سهلة لكبار السن



إعدادات مثالية: جعل الهواتف الذكية صديقة لكبار السن

تُعتبر الهواتف الذكية اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حتى بالنسبة لكبار السن. لكنّ استخدامها قد يُمثل تحدياً في بعض الأحيان. فكيف يمكننا تكييف هذه التقنية لتناسب احتياجاتهم وقدراتهم؟ سنستعرض في هذا المقال أهم الإعدادات والتطبيقات التي تُسهّل استخدام الهواتف الذكية لكبار السن، ونُناقش مزايا وعيوب الهواتف المصممة خصيصاً لهذه الفئة العمرية.

تخصيص إعدادات النظام: سهولة الاستخدام أولا

لا تُقدم معظم شركات تصنيع الهواتف الذكية واجهة مستخدم مُخصصة لكبار السن بشكل مباشر. لكنّ إمكانيات التخصيص المتاحة في أنظمة التشغيل الحديثة تُتيح لنا تكييف التجربة لتناسب المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في ذلك كبار السن.

وضع العرض البسيط (Simplified View): أندرويد 15 وما بعده

يُقدم نظام أندرويد 15، الذي أُطلق في خريف 2024، وضع "العرض البسيط" ضمن قائمة "الإعدادات/إمكانية الوصول". هذا الوضع يُحسّن بشكل ملحوظ سهولة قراءة النصوص، ويُبسط تصميم واجهة المستخدم، ويُسهّل التنقل بين الخيارات المختلفة. يُلاحظ أن هذا الوضع ليس متوفراً على جميع أجهزة أندرويد، بل يقتصر بشكل أساسي على هواتف جوجل بكسل. يُنصح بالتحقق من توفره قبل شراء أي هاتف ذكي يعمل بنظام أندرويد.

الوضع البسيط في هواتف سامسونج: تجربة مُحسّنة

على عكس أندرويد، تُقدم هواتف سامسونج منذ فترة طويلة وضعاً بسيطاً ضمن إعداداتها المسبقة. يُحسّن هذا الوضع قابلية القراءة من خلال استخدام لوحة مفاتيح ذات تباين ألوان أعلى، بالإضافة إلى عرض النصوص والأيقونات بحجم أكبر بكثير، مما يُسهّل قراءتها وفهمها.

الوصول المدعوم (Guided Access) في آيفون: تبسيط العملية

أما في عالم آبل، فيُقدم نظام iOS 17 وظيفة مشابهة تُسمى "الوصول المدعوم" (Guided Access)، والتي تقع ضمن قائمة "الإعدادات/إمكانية الوصول". فهي تُبسط واجهة المستخدم بشكل كبير، وتُركز على الوظائف الأساسية فقط، مما يُسهّل استخدام الهاتف بشكل كبير، كما تُفيد هذه الميزة أيضاً الأشخاص الذين يعانون من إعاقات إدراكية.

تطبيقات مُصممة لكبار السن: حلول إضافية

بالإضافة إلى إعدادات النظام، تُوفر العديد من التطبيقات ميزات إضافية تُسهّل استخدام الهواتف الذكية لكبار السن.

بيغ لونشر (BIG Launcher) وإيلدر لونشر (Elder Launcher): واجهة مُبسطة

يُعدّ تطبيقان "بيغ لونشر" و"إيلدر لونشر" من أكثر التطبيقات شيوعاً في هذا المجال. فهما يُغيّران واجهة المستخدم في الهواتف والأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام أندرويد، ليُقدّما أزراراً ونصوصاً بحجم كبير جداً، مما يُسهّل رؤيتها واستخدامها. كما يُبسطان بنية القوائم، فعلى سبيل المثال، يُقلّص "بيغ لونشر" الصفحة الرئيسية إلى ٦ أيقونات واضحة فقط.

لوحات مفاتيح مُكبرة: كتابة مُريحة

تتوفر أيضاً تطبيقات لوحة مفاتيح مُصممة خصيصاً لكبار السن، بأحجام أكبر وأكثر وضوحاً، مما يُسهّل عملية الكتابة وكتابة الرسائل النصية.

ميزات إضافية: عدسة الشاشة وتأخير الاستجابة

تُعدّ "عدسة الشاشة" (Screen Magnifier)، المتاحة في معظم الهواتف الذكية، أداة مساعدة قيّمة، حيث تُتيح تكبير أجزاء مُعينة من الشاشة. كما تُساعد وظيفة تأخير الاستجابة اللمسية، الموجودة في العديد من الهواتف، في منع فتح التطبيقات عن غير قصد، بإعطاء المستخدم وقتاً إضافياً للتفكير قبل تنفيذ أي إجراء.

ميزات إضافية في آيفون: وصول مُحسّن

تُقدم أجهزة آيفون مجموعة واسعة من إمكانيات الوصول، مشابهة لما سبق ذكره في أندرويد، لكن تحت أسماء مُختلفة أحياناً. فهي تُتيح تغيير حجم الشاشة والنصوص، وقراءة المحتوى بصوت عالٍ، بالإضافة إلى إمكانية إقران سماعات الأذن بوسهولة مع أجهزة آيفون الحديثة.

القيود والتحكم في وقت الشاشة: الأمان أولاً

تُعتبر وظيفة "وقت الشاشة/القيود" (Screen Time/Restrictions) في آيفون، والتي تُشبه تطبيق "غوغل فاملي لينك" (Google Family Link) في أندرويد، أداة مُفيدة جداً، وليس فقط للأطفال. فهي تُتيح تحديد التطبيقات والمحتويات التي يمكن الوصول إليها، مما يمنع المستخدمين غير المتمرّسين من فتح تطبيقات ضارة أو غير مرغوب فيها عن طريق الخطأ.

نصائح إضافية لاختيار الهاتف المناسب

ينصح الخبراء باختيار هاتف من نفس العلامة التجارية التي يستخدمها المُساعد، ليُسهّل تقديم الدعم الفني وتعديل الإعدادات عند الحاجة. كما يُفضّل استخدام التحكم الصوتي، المتوفر في معظم الهواتف الحديثة، لتجاوز لوحة المفاتيح وإنجاز العديد من المهام بسهولة.

الهواتف المُخصصة لكبار السن: هل تستحق الشراء؟

تُطرح في السوق العديد من الهواتف الذكية المُخصصة لكبار السن. لكنّ الخبراء لا يُنصحون بشرائها دائماً، لأنها غالباً ما تأتي بمكونات تقنية أدنى من الهواتف العادية بنفس السعر، مع تقييد التعديلات على واجهة المستخدم فقط. إلا أن بعض هذه الهواتف قد تُقدم مزايا إضافية مثل زر طوارئ على الجانب الخلفي، أو تصميم أكثر متانة. لكن من الضروري مراعاة أن أنظمة التشغيل في هذه الهواتف قد تكون قديمة وغير مُحدثة، وهي غالباً ما تكون أغلى ثمناً.

أهمية الشحن اللاسلكي: راحة إضافية

يُعتبر الشحن اللاسلكي أداة مُفيدة جداً، تُسهّل عملية شحن الهاتف وتُجنّب المتاعب الناتجة عن استخدام الكابلات، سواء في الهواتف العادية أو المُخصصة لكبار السن. ولكن يُلاحظ أن ليس جميع الهواتف تدعم هذه الميزة.

في النهاية، يجب اختيار الهاتف الذكي المناسب لكبار السن بناءً على احتياجاتهم وقدراتهم، مع التركيز على سهولة الاستخدام والأمان. وإمكانية التخصيص المتاحة في أنظمة التشغيل الحديثة، إضافة إلى التطبيقات المُتخصصة، تُتيح لنا توفير تجربة مُريحة وآمنة لكبار السن في عالم الهواتف الذكية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى