ميتا: تسريب بياناتك عبر الذكاء الاصطناعي!

فضيحة خصوصية جديدة: تطبيق Meta AI يُثير القلق بشأن بيانات المستخدمين

يُثير تطبيق Meta AI الجديد من شركة ميتا، موجةً من القلق بين المستخدمين حول خصوصيتهم وسلامة بياناتهم الشخصية. فبينما يُروج التطبيق على أنه مساعد ذكاء اصطناعي متطور على غرار ChatGPT و Gemini، إلا أنه يكشف عن ثغرات خطيرة في مجال حماية البيانات، قد تُعرّض ملايين المستخدمين لانتهاكاتٍ خطيرة.

مشاركة البيانات علنًا: ميزة "اكتشف" وخطورتها

تتمثل المشكلة الرئيسية في ميزة "اكتشف" (Discover) ضمن التطبيق، والتي تسمح بنشر تفاعلات المستخدمين مع روبوت الدردشة بشكلٍ عامٍّ على منصة التطبيق. وهذا يعني أن أي مستخدم آخر يمكنه الاطلاع على أسئلتك، طلباتك، وحتى بعض بياناتك الشخصية الحساسة، دون علمك المسبق أو موافقتك الصريحة. في حين أن الشركة تصف هذه الميزة كاختيارية، إلا أن تصميم واجهة التطبيق وافتراضيات الإعدادات الافتراضية قد تُضلّ المستخدمين، وتُسهم في نشر بياناتهم دون قصد.

أمثلة على البيانات المُعرّضة للخطر:

تُظهر الأمثلة المُسجّلة حجم الخطر الذي يمثله هذا التسريب. فقد تمّ رصد نشر بيانات حساسة مثل:

صور شخصية: صور سيلفي قريبة، طلبات لتعديل المظهر، مما يُعرّض المستخدمين للابتزاز أو الاستغلال.
معلومات طبية: استفسارات حول أعراض صحية خاصة، تفاصيل عن مشاكل طبية حساسة.
بيانات حسابات التواصل الاجتماعي: تفاصيل دقيقة عن مشاكل في حسابات فيسبوك، بما في ذلك الأسماء الكاملة ومجالات العمل، مما يُسهّل عمليات الاحتيال والقرصنة.

هذه الأمثلة تُبرز مدى خطورة تسريب البيانات من خلال ميزة "اكتشف" وتُثير تساؤلاتٍ جدية حول مدى التزام ميتا بخصوصية بيانات مستخدميها.

جمع البيانات: مدى الوصول إلى معلومات المستخدمين

يزيد القلق حيال كمية البيانات التي يجمعها تطبيق Meta AI، وفقًا لتقرير خصوصية التطبيقات على متجر أبل. فالتطبيق لا يكتفي بجمع البيانات الأساسية، بل يتعداها إلى معلوماتٍ حساسة للغاية، تشمل:

بيانات صحية ومالية: معلومات قد تُستخدم لأغراضٍ غير مشروعة، أو تُعرّض المستخدمين للاحتيال.
سجل التصفح والبحث: كشف عن عادات التصفح واهتمامات المستخدمين، مما يُشكّل خطرًا على خصوصيتهم.
الموقع الجغرافي والبيئة المحيطة: تحديد مكان المستخدم بدقة، مما يُعرّضه للمخاطر الأمنية.
المحادثات الصوتية في الخلفية: ميزة "محادثات الخلفية" المُفعّلة افتراضيًا، تسمح للتطبيق بالاستماع إلى محادثات المستخدم حتى عندما لا يكون التطبيق مفتوحًا، وهو ما يُثير مخاوف جدية بشأن الخصوصية.

هذا الجمع الواسع للبيانات، يُثير تساؤلاتٍ حول الغرض الحقيقي من جمع هذه المعلومات، وكيفية استخدامها من قبل ميتا، وإن كانت تُتّخذ الإجراءات الكافية لحماية هذه البيانات من أيّ اختراقاتٍ أو استخداماتٍ غير مشروعة.

مشاركة البيانات على منصات ميتا الأخرى:

لا يقتصر الأمر على مشاركة البيانات داخل تطبيق Meta AI فحسب، بل يمكن أيضًا مشاركة طلبات المستخدم على تطبيقات ميتا الأخرى، مثل فيسبوك وإنستغرام، ما لم يُعطّل المستخدم هذه الميزة يدويًا. وهذا يعني أن نطاق انتشار البيانات المُسربة قد يكون أوسع بكثير مما يُعتقد.

كيفية حماية بياناتك على تطبيق Meta AI:

لحماية خصوصيتك ومنع نشر تفاعلاتك علنًا، يُنصح باتباع الخطوات التالية:

  1. الوصول إلى إعدادات الخصوصية: افتح التطبيق وانتقل إلى الإعدادات > البيانات والخصوصية > إدارة معلوماتك.
  2. تحكم في رؤية طلباتك: اختر "جعل جميع المطالبات العامة مرئية لك فقط" ثم اضغط "تطبيق على الكل".
  3. حذف المحتوى السابق: لحذف كل المحتوى المنشور سابقًا، اختر "حذف جميع المطالبات" > "حذف الكل".
  4. تعطيل ميزة المحادثات الخلفية: يجب تعطيل ميزة المحادثات الخلفية من الإعدادات > البيانات والخصوصية > الصوت.

هذه الخطوات ضرورية لحماية بياناتك، ولكنها لا تُضمن حمايتها بنسبة 100%، لذا يجب توخي الحذر الشديد عند استخدام التطبيق، وتجنب مشاركة أي معلوماتٍ حساسة.

ميتا والخصوصية: سوابق وتحديات مستقبلية

يُعيد إطلاق تطبيق Meta AI إلى الأذهان سوابق شركة ميتا في مجال الخصوصية، مثل فضيحة Cambridge Analytica التي كشفت عن تسريب بيانات ملايين المستخدمين. يُبرز هذا الحدث الجديد التحديات المستمرة التي تواجهها ميتا في حماية بيانات مستخدميها، ويُثير تساؤلاتٍ حول مدى جدية الشركة في معالجة هذه المشاكل، وتطبيق معايير أمنية وخصوصية أكثر صرامة. يجب على ميتا أن تُعطي الأولوية القصوى لحماية بيانات مستخدميها، وأن تُطمئنهم بأنّ بياناتهم في أمان. وإلا، فإنّ مثل هذه الانتهاكات ستُؤثر سلبًا على ثقة المستخدمين، وقد تُعرّض الشركة لعقوبات قانونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى