ريدر: مخاوف الذكاء الاصطناعي حقيقية.. لكن جيل زد الأقوى

مؤسس LinkedIn: مخاوف الذكاء الاصطناعي مبررة، لكن لجيل Z ميزة تنافسية فريدة

تتصاعد المخاوف حول تأثير الذكاء الاصطناعي المتسارع على سوق العمل، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الوظائف والأجيال القادمة. يُطرح هذا السؤال بشكل حاد خاصةً مع تزايد قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على أتمتة المهام التي كانت تُنفذ سابقاً بواسطة البشر. لكن هل هي نهاية الطريق أم بداية حقبة جديدة؟ يُقدم لنا ريد هوفمان، المؤسس المشارك لمنصة LinkedIn، وجهة نظر مثيرة للاهتمام حول هذا الموضوع.

وجهتا نظر متناقضتان: هل الذكاء الاصطناعي فرصة أم تهديد؟

يُعرب هوفمان، في فيديو مُتداول على منصة YouTube، عن تفهمه لمخاوف الطلاب الجامعيين من فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي، مُعتبرًا هذه المخاوف "مشروعة". لكنه يُضيف بعداً جديداً للمعادلة، مُشيرًا إلى أن جيل Z، الذي نشأ وسط ثورة التكنولوجيا الرقمية وتفاعل مع أدوات الذكاء الاصطناعي منذ نعومة أظفاره، يتمتع بميزة تنافسية فريدة تجعله "جذاباً للغاية" في سوق العمل. يُعتبر هوفمان أن إتقان هذا الجيل لأدوات الذكاء الاصطناعي يُمثل "سلاحاً سرياً" يُمكنهم من التفوق على الأجيال السابقة.

هوفمان: الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل بيئات العمل

يُؤكد هوفمان أن الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل بيئات العمل بشكل جذري، خاصةً في الوظائف الإبداعية. هذا لا يعني بالضرورة فقدان الوظائف، بل تغيير طبيعتها. فبدلاً من التركيز على المهام الروتينية، ستُركز الوظائف المستقبلية على المهام التي تتطلب التفكير النقدي، الإبداع، ومهارات حل المشكلات المعقدة، مهارات يصعب على أنظمة الذكاء الاصطناعي محاكاتها بالكامل في الوقت الحالي. يُشدد هوفمان على أن جيل Z، بفضل تعامله المبكر مع هذه التقنيات، يستطيع استغلال هذه الفرص بطرق مبتكرة تتفوق على قدرات الأجيال الأكبر سناً التي لا تزال تُصارع من أجل اللحاق بركب هذه التغيرات السريعة.

آراء متضاربة في وادي السيليكون: سيناريوهات قاتمة ومتفائلة

لكن وجهة نظر هوفمان المتفائلة لا تُمثل الإجماع في وادي السيليكون. فقد حذر داريو أمودي، مدير شركة Anthropic المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، في مقابلة مع موقع Axios، من سيناريو قاتم يتوقع فيه أن يُقضي الذكاء الاصطناعي على نصف وظائف المكاتب الإبداعية خلال خمس سنوات فقط، مُتوقعاً ارتفاع معدلات البطالة إلى 20%. يُعتبر أمودي أن معظم الناس لا يُدركون حجم التغيير المُقبل، وأن الأمر يبدو لهم خيالياً.

رأي مُختلف من Nvidia: الفرص الجديدة

على النقيض من ذلك، رفض جينسن هوانغ، مدير شركة Nvidia، هذه التوقعات خلال مشاركته في مؤتمر VivaTech 2025 في باريس. أكد هوانغ أن الذكاء الاصطناعي سيُغير شكل العمل، لكنّه سيُخلق أيضاً فرصاً جديدة ويُولد صناعات لم تكن موجودة من قبل. وأشار هوانغ إلى أن الذكاء الاصطناعي غيّر حتى طبيعة عمله الخاص.

هوفمان: الذكاء الاصطناعي ليس صديقاً

في مفارقة مثيرة للاهتمام، حذر هوفمان من اعتبار الذكاء الاصطناعي "صديقاً". يُوضح هوفمان أن الصداقة تتطلب علاقة مُتبادلة، حيث يُقدم كل طرف الدعم للآخر ويساهم في نموه. ويُضيف أن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغت قدرته على محاكاة المشاعر الإنسانية، لن يستطيع تقديم هذا النوع من الدعم المُتبادل.

Meta و "الرفقاء الافتراضيون": خطوة نحو علاقة رقمية مُضللة؟

يُقابل هذا التحذير من هوفمان بمبادرات من شركات كبرى كـ Meta، التي يُروج رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج لفكرة "الرفقاء الافتراضيين" بالذكاء الاصطناعي كحل لمشكلة الوحدة التي يعاني منها الكثير من الناس. وتعمل Meta على دمج هذه "الرفقاء" في تطبيقاتها مثل Instagram و WhatsApp و Facebook، وحتى نظاراتها الذكية. يُحذر هوفمان من أن هذه التجربة قد تُخلط بين العلاقة الرقمية والإنسانية، مُشيداً بتجارب أكثر شفافية مثل روبوت المحادثة "Pi" من Inflection AI، الذي يُوضح للمستخدمين بوضوح أنه مجرد رفيق رقمي، وليس بديلاً عن الصداقة الحقيقية.

الخلاصة: فرصة استثنائية لجيل Z، لكن مع وعي كامل

مع تصاعد الجدل حول تأثير الذكاء الاصطناعي، تبقى الحقيقة الأهم هي أن الأجيال الشابة تمتلك اليوم فرصة استثنائية لتوظيف معرفتها التقنية في اقتناص وظائف المستقبل. لكن هذا يتطلب فهماً عميقاً للطبيعة الحقيقية للذكاء الاصطناعي، واعتماداً على نهج واقعي لا يُغفل المخاطر المحتملة. يجب أن يُدرك جيل Z أن الذكاء الاصطناعي شريك في العمل، وليس صديقاً في الحياة، وأن نجاحهم يكمن في القدرة على التعاون معه بذكاء وتوظيف قدراته بفعالية لخدمة أهدافهم المهنية والإنسانية. التحدي يكمن في التكيّف مع هذا التغيير واستغلاله لخلق مستقبل أكثر ازدهاراً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى