لينكد إن تفاجئ: مساعد الكتابة بالذكاء الاصطناعي ليس الخيار الأول للمستخدمين!

الذكاء الاصطناعي في لينكد إن: هل يتردد المستخدمون في استخدامه لكتابة المنشورات؟
شهدت السنوات الأخيرة طفرة هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي (AI)، وامتد تأثيره ليشمل كافة جوانب حياتنا، بما في ذلك عالم الأعمال والتواصل المهني. منصة لينكد إن (LinkedIn)، الشبكة الاجتماعية الأبرز للمحترفين، لم تكن بمنأى عن هذا التطور، حيث قامت بدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في خدماتها لتسهيل وتحسين تجربة المستخدم. ومع ذلك، يبدو أن هناك مفاجأة في مدى تبني المستخدمين لهذه الأدوات، خاصةً تلك المتعلقة بكتابة المنشورات.
أدوات الذكاء الاصطناعي في لينكد إن: نظرة عامة
قدمت لينكد إن العديد من الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بهدف مساعدة المستخدمين في مختلف المهام، مثل:
- تحسين ملفات التعريف الشخصية: تساعد هذه الأدوات المستخدمين على صياغة ملفات تعريفهم بشكل احترافي وجذاب، مع التركيز على الكلمات المفتاحية ذات الصلة بمجال عملهم.
- اقتراح محتوى: تقدم لينكد إن اقتراحات للمحتوى الذي قد يثير اهتمام المستخدمين، بناءً على اهتماماتهم ومهاراتهم.
- المساعدة في كتابة المنشورات: توفر هذه الميزة للمستخدمين اقتراحات وأفكارًا لكتابة منشورات جذابة، بالإضافة إلى القدرة على تحسين صياغة المنشورات الموجودة بالفعل.
- البحث عن الوظائف: تستخدم لينكد إن الذكاء الاصطناعي لتحسين عملية البحث عن الوظائف، من خلال مطابقة مهارات المستخدمين مع متطلبات الوظائف المتاحة.
- التواصل مع الآخرين: تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في صياغة رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات، مما يسهل على المستخدمين التواصل مع زملائهم في العمل وجهات الاتصال الأخرى.
المفاجأة: تراجع استخدام أدوات كتابة المنشورات
على الرغم من الإقبال الكبير على أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى في لينكد إن، مثل تلك المتعلقة بتحسين ملفات التعريف والبحث عن الوظائف، إلا أن أدوات كتابة المنشورات لم تحظَ بالشعبية المتوقعة. صرح الرئيس التنفيذي لشركة لينكد إن، ريان روزلانسكي، في مقابلة صحفية، أن استخدام هذه الأدوات أقل بكثير مما كان متوقعًا.
لماذا يتردد المستخدمون في استخدام أدوات كتابة المنشورات؟
هناك عدة عوامل قد تفسر هذا التردد في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة المنشورات على لينكد إن:
- المخاطر المرتبطة بالسمعة المهنية: يرى العديد من المستخدمين أن لينكد إن هو بمثابة السيرة الذاتية الرقمية الخاصة بهم. أي خطأ أو سوء تقدير في المنشورات قد يؤثر سلبًا على سمعتهم المهنية وفرصهم في الحصول على وظائف. يخشى المستخدمون أن يتم اكتشاف أن منشوراتهم مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى فقدان المصداقية والانتقادات من الزملاء وأصحاب العمل المحتملين.
- الحاجة إلى الأصالة والتميز: يدرك المستخدمون أهمية بناء علامة تجارية شخصية قوية على لينكد إن. يرغبون في التعبير عن أفكارهم وآرائهم بأسلوبهم الخاص، وإظهار شخصيتهم الفريدة. قد يشعرون أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي يقلل من أصالة منشوراتهم ويجعلها تبدو عامة وغير شخصية.
- الخوف من ردود الفعل السلبية: على عكس منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل تويتر أو تيك توك، حيث قد يكون هناك تسامح أكبر مع المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، فإن لينكد إن يعتبر بيئة احترافية تتطلب مستوى أعلى من الدقة والاحترافية. يخشى المستخدمون أن يتم انتقادهم أو السخرية منهم إذا تم اكتشاف أنهم يعتمدون بشكل كبير على أدوات الذكاء الاصطناعي لكتابة منشوراتهم.
- الحاجة إلى مهارات الكتابة: قد يشعر بعض المستخدمين بأنهم بحاجة إلى تطوير مهاراتهم في الكتابة، بدلاً من الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي. يرون أن تعلم كيفية كتابة منشورات جذابة وفعالة هو استثمار في مستقبلهم المهني.
- القيود التقنية: قد تكون أدوات كتابة المنشورات في لينكد إن غير قادرة على فهم السياق الدقيق للمعلومات التي يرغب المستخدمون في مشاركتها. قد يؤدي ذلك إلى إنشاء منشورات غير دقيقة أو غير ذات صلة.
الذكاء الاصطناعي ومهارات المستقبل: نظرة متفائلة
على الرغم من التردد في استخدام أدوات كتابة المنشورات، فإن لينكد إن تشهد زيادة كبيرة في الطلب على المهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. يشير روزلانسكي إلى أن عدد الوظائف التي تتطلب مهارات في مجال الذكاء الاصطناعي قد تضاعف ست مرات في العام الماضي، في حين أن عدد المستخدمين الذين يضيفون مهارات الذكاء الاصطناعي إلى ملفات تعريفهم الشخصية قد زاد عشرين ضعفًا.
هذا الاتجاه يؤكد على أهمية اكتساب المعرفة والمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، حتى لو كان المستخدمون يترددون في استخدام أدواته بشكل مباشر. يجب على المحترفين في جميع المجالات أن يكونوا على دراية بكيفية عمل الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يؤثر على وظائفهم.
الذكاء الاصطناعي في حياة الرئيس التنفيذي: مثال عملي
يقدم روزلانسكي مثالًا عمليًا على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في حياته المهنية. يقول إنه يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل Copilot من Microsoft، لتحسين صياغة رسائل البريد الإلكتروني التي يرسلها إلى رئيسه، ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة Microsoft. يهدف هذا الاستخدام إلى التأكد من أن رسائله تبدو احترافية وذكية، وتعكس أفضل صورة ممكنة عنه.
الخلاصة: توازن بين التبني والحذر
يبدو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في لينكد إن يعتمد على إيجاد توازن بين التبني والحذر. بينما يتردد المستخدمون في استخدام أدوات كتابة المنشورات، فإنهم يدركون أهمية الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال. يجب على لينكد إن أن تستمر في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، مع التركيز على تحسين جودتها وموثوقيتها، وتوفير المزيد من الشفافية للمستخدمين حول كيفية عمل هذه الأدوات. يجب على المستخدمين أيضًا أن يكونوا على دراية بفوائد ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي، وأن يقرروا بأنفسهم كيفية استخدامه لتحسين حياتهم المهنية.
في الختام، يعتبر التردد في استخدام أدوات كتابة المنشورات على لينكد إن بمثابة فرصة للتعلم والنمو. يجب على المستخدمين أن يتعلموا كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة، وليس كبديل لمهاراتهم الخاصة. يجب عليهم أيضًا أن يظلوا على اطلاع دائم بالتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن يتبنوا التغيير بحذر وذكاء.