تقرير حول: تقرير: منتجات جوجل تساهم بأكثر من 31 مليار ريال في الاقتصاد السعودي في عام 2024

تقرير: مساهمة منتجات جوجل في الاقتصاد السعودي تتجاوز ٣١ مليار ريال في عام ٢٠٢٤

مقدمة:

في ظلّ التحوّل الرقمي المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية، وتماشياً مع أهداف رؤية ٢٠٣٠ الطموحة، برزت التقنية كمحرّك رئيسي للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. وتُعدّ أدوات جوجل وخدماتها الرقمية، بدءاً من محرّك البحث وانتهاءً بالخدمات السحابية، جزءاً لا يتجزأ من هذه العملية. يكشف تقرير جديد صادر عن شركة Public First عن مساهمة هائلة لمنتجات جوجل الرئيسية في الاقتصاد السعودي، متجاوزةً حاجز الـ ٣١ مليار ريال سعودي في عام ٢٠٢٤. ولكن، ما هي تفاصيل هذا التقرير؟ وكيف ساهمت جوجل تحديداً في هذا النمو؟ وما هي الآثار المترتبة على هذا التعاون؟ هذا ما سنتناوله في هذا التحليل الشامل.

أثر جوجل الاقتصادي في المملكة: أرقام وتفاصيل

كشف تقرير Public First عن مساهمة مباشرة لمنتجات جوجل الرئيسية في الاقتصاد السعودي بلغت ٣١. ٢ مليار ريال سعودي في عام ٢٠٢٤. يُعزى هذا الرقم الضخم إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:

دعم الإنتاجية ونمو الشركات:

أدتّ أدوات جوجل، مثل محرّك البحث، وجوجل بلاي، ويوتيوب، وجوجل كلاود، وأدوات جوجل الإعلانية، دوراً محورياً في تعزيز الإنتاجية داخل الشركات السعودية من مختلف الأحجام. فقد سهلّت هذه الأدوات التواصل، ومكنّت من الوصول إلى المعلومات والأسواق العالمية، ودعمت عمليات التسويق والترويج الرقمي. كما وفّرت جوجل كلاود بنيتها التحتية السحابية الآمنة والموثوقة، مما سمح للشركات بتحسين عملياتها التشغيلية وخفض التكاليف.

تمكين الأفراد والمطورين:

لم تقتصر مساهمة جوجل على الشركات فقط، بل امتدت لتشمل الأفراد والمطورين السعوديين. فمن خلال مبادرة "مهارات من جوجل"، تم تدريب أكثر من ٥٩٠,٠٠٠ فرد على المهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي منذ عام ٢٠١٨. هذه المبادرة أسهمت في بناء جيل من الكفاءات الوطنية القادرة على المنافسة في سوق العمل المتطور، وهو ما يعزز مكانة المملكة في سباق التنافسية العالمية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت منظومة تطبيقات أندرويد و Google Play في توفير ٢٩,٠٠٠ فرصة عمل في المملكة خلال عام ٢٠٢٤، مما يُبرز دور جوجل في دعم الاقتصاد السعودي من خلال خلق فرص عمل جديدة.

الذكاء الاصطناعي التوليدي: محرّك للنمو المستقبلي

يُعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة العربية السعودية للتحوّل الاقتصادي والتنويع. ووفقاً للتقرير، يُمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يُساهم في نموّ اقتصاد المملكة بمقدار ٧٢٧ مليار ريال سعودي بحلول عام ٢٠٣٠، أي ما يعادل ١٩٪ من إجمالي القيمة المضافة.

التنويع الاقتصادي وتسريع النمو:

لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي التوليدي على تعزيز النمو الاقتصادي الكلي، بل يتعدّاه إلى تسريع نموّ الصناعات الجديدة، مما يُقلّل من اعتماد الاقتصاد السعودي على القطاعات التقليدية. تُقدّر المساهمة المتوقعة للذكاء الاصطناعي التوليدي في تنويع الاقتصاد السعودي بنحو ١٤٪. هذا يعني فرصاً جديدةً واسعةً للاستثمار في قطاعات حيوية تعتمد على التقنية، مثل الصحة والتعليم والترفيه.

تبني واسع النطاق للذكاء الاصطناعي في السعودية:

يُلاحظ تقبّل واسع النطاق لأدوات الذكاء الاصطناعي في المملكة. أفاد ٨٠٪ من البالغين السعوديين باستخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي، مع استخدام ثلثهم لهذه الأدوات بانتظام. هذا الرقم يفوق بكثير نظيره في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشار ١٣٪ فقط من البالغين إلى استخدامهم المنتظم لروبوتات الدردشة القائمة على نماذج اللغات الكبيرة. هذا يدلّ على وعي متزايد وإقبال كبير على التقنيات الحديثة في المملكة.

دور الشركات في تبني الذكاء الاصطناعي:

كما يُشير التقرير إلى تبنّي واسع النطاق للذكاء الاصطناعي من قبل الشركات السعودية. تعتمد ٥٣٪ من الشركات على أداة ذكاء اصطناعي واحدة على الأقلّ في عملياتها، بينما تؤمن ٨٨٪ من الشركات بأنّ الذكاء الاصطناعي يُمثّل فرصةً مهمّةً لاقتصاد المملكة. هذا يُعزّز من ثقة القطاع الخاص في قدرة هذه التقنيات على تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية.

منتجات جوجل: تسهيل الحياة اليومية ودعم الشركات

يُبرز التقرير تأثير منتجات جوجل في ثلاثة مجالات رئيسية: الأفراد، والشركات، والمجتمعات.

الفوائد الاقتصادية للأفراد:

تُقدّر الفوائد الاقتصادية التي توفرها خدمات جوجل للمستهلكين السعوديين بنحو ٥٦٤ ريالاً سعودياً شهرياً للفرد، أو ما يقارب ٦٧٧٥ ريالاً سنوياً. ويُقدر هذا بـ ١٦٢ مليار ريال سعودي من منافع الرفاهية الاستهلاكية الإضافية. هذا الرقم يُظهر التأثير المباشر لمنتجات جوجل على تحسين مستوى المعيشة وتوفير الوقت والجهد على الأفراد.

استخدام روبوت Gemini:

أفاد ٥٣٪ من البالغين السعوديين باستخدامهم لروبوت Gemini المدعوم بالذكاء الاصطناعي، ويستخدمه ثلثهم يومياً. أكدّ ٨٦٪ من المستخدمين أن Gemini ساعدهم على زيادة إنتاجيتهم، بينما وافق ٧٨٪ على سهولة استخدامه باللغة العربية مقارنةً بغيره من روبوتات الدردشة. هذا يُشير إلى نجاح جوجل في توفير أدوات ذكاء اصطناعي مُصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المستخدمين العرب.

دور محرّك البحث وخرائط جوجل:

لا يزال محرّك بحث جوجل أداةً أساسيةً في حياة الكثير من السعوديين، حيث أشار ٥٤٪ من البالغين إلى استخدامه بشكل يومي، وأعرب ٨٩٪ عن ثقتهم بمصداقية نتائجه. كما أظهر التقرير أن ٨٨٪ من المستخدمين وجدوا أن خرائط جوجل أو Waze مفيدة لتجنّب الضياع، مما يُبرز أهمية هذه الأدوات في تسهيل التنقل داخل المملكة.

دعم نمو الشركات:

يستخدم ٨٩٪ من البالغين السعوديين محرّك بحث جوجل لمقارنة الأسعار، بينما أكدّ ٩٢٪ من الفئة العمرية بين ١٨ و ٢٤ عاماً استخدامهم لبحث جوجل للتسوق عبر الإنترنت. كما يستخدم ٧٠٪ من البالغين خرائط جوجل أو Waze للعثور على أماكن تجارية محلية، وقام ٨٦٪ منهم بمراجعة التقييمات قبل الزيارة. هذا يُظهر أهمية أدوات جوجل في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تعزيز وصولها إلى العملاء.

زيادة الإنتاجية في القطاع العام:

أكدّ ٩٠٪ من موظفي القطاع العام السعودي أن أدوات جوجل المدعومة بالذكاء الاصطناعي ساعدتهم على زيادة إنتاجيتهم في العمل. هذا يُبرز أهمية هذه الأدوات في تحسين كفاءة العمل في مختلف القطاعات.

تمكين المجتمعات والمطورين:

يساهم نظام أندرويد ومتجر Google Play بدور حيوي في توفير فرص عمل وتعزيز ريادة الأعمال في السعودية. تمكّن هذه المنصّات المطورين السعوديين من الابتكار، وتعزيز نموّ الاقتصاد الرقمي.

دعم الصادرات السعودية:

يُقدّر التقرير أن نظام أندرويد و Google Play ساهما في دعم صادرات المملكة بقيمة ٧. ٥ ملايين ريال سعودي. هذا يُظهر كيف تُساهم هذه المنصّات في تنويع الصادرات السعودية لتشمل المنتجات الرقمية، مما يُعزّز من مكانة المملكة في الاقتصاد العالمي الرقمي.

إيرادات المطورين السعوديين:

ولّد اقتصاد تطبيقات أندرويد أكثر من ٢٠. ٧ مليون ريال سعودي من الإيرادات للمطورين السعوديين. هذا الدعم المالي المباشر يُشجّع المواهب المحلية على الاستثمار في تطوير التطبيقات.

نمو قنوات يوتيوب:

شهد عدد قنوات يوتيوب التي تحقق إيرادات مليونية أو أكثر ارتفاعاً بنسبة ٤٠٪ على أساس سنوي. هذا يُشير إلى نموّ قطاع صناعة المحتوى الرقمي في المملكة.

استثمارات جوجل الطويلة الأمد في المملكة

تُعزّز جوجل كلاود التزامها بدعم التحول الرقمي في السعودية من خلال استثمارات ضخمة.

منطقة جوجل كلاود السحابية في الدمام:

أعلنت جوجل كلاود في عام ٢٠٢٣ عن افتتاح منطقتها السحابية الجديدة في الدمام. ومن المتوقع أن تُساهم هذه المنطقة بمبلغ تراكمي قدره ٤٠٩ مليارات ريال سعودي في الناتج الاقتصادي الإجمالي خلال الفترة من ٢٠٢٤ إلى ٢٠٣٠، مع توفير ١٤٨,٦٠٠ وظيفة بحلول عام ٢٠٣٠.

مركز الذكاء الاصطناعي العالمي:

أعلن صندوق الاستثمارات العامة وجوجل كلاود في عام ٢٠٢٤ عن شراكة إستراتيجية لإنشاء مركز عالمي جديد للذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يوفر هذا المركز آلاف فرص العمل، ويُساهم بـ ٢٦٦ مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي خلال ثماني سنوات.

الخلاصة:

يُظهر تقرير Public First بوضوح الأثر الاقتصادي والمجتمعي الكبير لأدوات جوجل وخدماتها الرقمية في المملكة العربية السعودية. من خلال مساهمتها بنشاط اقتصادي تجاوز ٣١ مليار ريال سعودي، وتمكّنها الأفراد بالمهارات الرقمية، ودعمها لنمو الشركات المحلية، وتمكينها للمبدعين، تترسّخ جوجل كشريك إستراتيجي في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠. وتؤكد هذه الجهود التزام جوجل المستمرّ بدفع عجلة التحول الرقمي وتنمية الاقتصاد السعودي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر ابتكاراً وازدهاراً للمملكة. وتشير هذه الشراكات الاستراتيجية إلى مستقبل واعد للتعاون بين جوجل والمملكة العربية السعودية في مجال التقنية والابتكار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى