تسلا تحت تحقيق أمريكي لقيادة ذاتية

تسلا تحت مجهر إدارة السلامة المرورية الأمريكية: تحقيقات جديدة حول سيارات الأجرة الذاتية القيادة
تجد شركة تسلا نفسها مجدداً تحت سُحُّب التّحقيق من قبل الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA) في الولايات المتحدة الأمريكية. وتأتي هذه التحقيقات بعد انتشار مقاطع فيديو على الإنترنت تُظهر سلوكيات مثيرة للقلق من سيارات تسلا ذاتية القيادة، مُثيرَةً تساؤلاتٍ حول سلامة تقنية القيادة الذاتية المُتقدمة التي تُقدمها الشركة.
مقاطع فيديو مثيرة للجدل تُثير قلق الإدارة
أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت حوادث مُتعددة لسيارات تسلا تعمل بنظام القيادة الذاتية، أبرزها استخدام مسارات خاطئة وتجاوز السرعة المحددة. وقد أثارت هذه المقاطع قلق الإدارة الأمريكية، دفعها للتواصل مع تسلا للحصول على توضيحاتٍ شاملة حول هذه الحوادث. وأكدت الإدارة أنها تراقب عن كثب أداء أنظمة القيادة الذاتية، وتُجري تحقيقاتٍ مُستمرةً في أي تقارير تُشير إلى سلوكيات قيادة غير آمنة.
استجابة تسلا وغموض المعلومات
أعلنت تسلا، التي أطلقت مؤخراً خدمة تجريبية لسيارات الأجرة ذاتية القيادة في مدينة أوستن بتكساس، أنها تتعاون مع الإدارة. لكنها في الوقت ذاته، صنّفت بعض المعلومات المُطلوبة من قبل الإدارة على أنها "معلومات تجارية سرية" مُحاولةً تجنب الكشف عنها. هذا الموقف أثار جدلاً واسعاً، فقد اعتبرت بعض الجهات أن شفافية المعلومات ضرورية لضمان سلامة الجمهور، خاصةً مع تزايد استخدام هذه التقنيات.
التحقيق يتسع: ملايين السيارات تحت المجهر
لم يقتصر التحقيق على الحوادث التي أظهرتها مقاطع الفيديو الأخيرة فقط. فقد أعلنت NHTSA في أكتوبر الماضي عن تحقيقٍ مُستقلٍّ يشمل 2.4 مليون سيارة تسلا مجهزة بنظام القيادة الذاتية الكاملة (FSD). ويُركّز هذا التحقيق على أربعة حوادث تصادم، من بينها حادث مميت وقع عام 2023، جميعها وقعت في ظروف رؤية منخفضة. يُبرز هذا التحقيق مدى خطورة التحديات التي تواجه تقنيات القيادة الذاتية، وخاصةً في ظروف الطقس السيئ أو الظروف البيئية الصعبة.
التقنية المُتقدمة وتحديات السلامة
تُعتبر تقنية القيادة الذاتية من أبرز التطورات التكنولوجية في عالم السيارات، وتهدف إلى تحسين السلامة على الطرق وتقليل الحوادث المرورية. إلا أن هذه التقنية ليست خالية من التحديات، فلا تزال تحتاج إلى تطويرٍ كبير لتُصبح آمنة تماماً في جميع الظروف. فقد أظهرت الحوادث التي تُحقق فيها الإدارة الأمريكية أن هذه الأنظمة قد تُخطئ في التقدير في بعض الحالات، مما يُهدد سلامة السائقين والركاب والآخرين على الطريق.
معايير السلامة والمسؤولية المُصنّعة
تُشدد الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة على أهمية التقيد بمعايير السلامة الصارمة. وتُؤكد أنها لا تُوافق مسبقاً على أي تقنية أو نظام جديد، بل تُراقب أداء هذه الأنظمة بشكل دقيق وتُجري تحقيقاتٍ في أي حوادث تُشير إلى عيوبٍ محتملة في السلامة. وتقع مسؤولية ضمان سلامة السيارات على عاتق الشركات المُصنّعة، وهذا ما يُشدد عليه القانون الأمريكي.
المستقبل لتقنية القيادة الذاتية: التحديات والفرص
على الرغم من التحديات التي تواجهها، لا يزال هناك تفاؤل بخصوص مستقبل تقنية القيادة الذاتية. فقد أظهرت هذه التقنية قدرتها على تحسين السلامة على الطرق في ظروفٍ معينة. لكن يجب أن تُولي شركات صناعة السيارات أولوية كبيرة لتطوير هذه التقنية بشكل آمن وموثوق، مع التركيز على الشفافية ومشاركة المعلومات مع السلطات المُختصة. فبدون التعاون بين الشركات والجهات الرسمية، ستظل سلامة الجمهور مُهددة. ويُتوقع أن تشهد الأشهر القادمة تطوراتٍ جديدة في هذا الملف، مع استمرار تحقيقات الإدارة الأمريكية وإعلان تسلا عن ردودها على الأسئلة المُتعلقة بسلامة أنظمة القيادة الذاتية.