آبل تُطلق iOS 16 تجريبيًا: تحسينات على واجهة “الجُزء السائل”

آبل تُطلق النسخة التجريبية الثانية من نظام iOS 17: تحسينات جوهرية لواجهة "الزجاج السائل"
تُواصل شركة آبل سعيها الدؤوب نحو الكمال، مُطلقةً النسخة التجريبية الثانية (Beta 2) من نظام تشغيل iOS 17، والتي تحمل معها مجموعة من التحسينات المُلفتة، وخاصةً على واجهة المستخدم الجديدة "الزجاج السائل" (Liquid Glass) التي أحدثت ضجةً كبيرة منذ إعلانها في مؤتمر المطورين العالمي WWDC 2025. ولكن، هل حققت هذه النسخة الجديدة التوازن المنشود بين الجمال البصري وسهولة الاستخدام؟ دعونا نستكشف التفاصيل.
واجهة "الزجاج السائل": جمالٌ يُواجه تحديات
تمثل واجهة "الزجاج السائل" نقلةً نوعيةً في تصميم أنظمة تشغيل أجهزة آيفون وآيباد. تستلهم آبل في تصميمها من خصائص الضوء وانكساره في الزجاج، مُعطيةً النظام مظهراً عصرياً أنيقاً. لكن هذه الجرأة التصميمية لم تكن خالية من الانتقادات. فقد واجهت النسخة التجريبية الأولى من iOS 17 انتقاداتٍ واسعةً من المستخدمين والمطورين على حد سواء. فبينما أُعجب الكثيرون بالجمالية البصرية للواجهة، إلا أنهم أشاروا إلى صعوباتٍ في الاستخدام، لا سيما فيما يتعلق بسهولة القراءة وسرعة الوصول للمعلومات.
مركز التحكم: تحسينات ملحوظة
أحد أبرز نقاط الخلاف في النسخة الأولى كان مركز التحكم (Control Center). فقد تسببت شفافية التصميم في تداخل الرموز والأزرار مع خلفية الشاشة، مما أربك المستخدمين وأعاق وصولهم السريع للمهام الأساسية. استجابت آبل لهذه الانتقادات في Beta 2 بتعديل درجة التمويه في خلفية مركز التحكم، مما أدى إلى تحسينٍ واضحٍ في وضوح العناصر وتقليل التداخل البصري. يُلاحظ الآن سهولة أكبر في قراءة الرموز والوصول إلى الإعدادات المختلفة.
نظام الإشعارات: خطوات نحو الكمال
لم يقتصر الأمر على مركز التحكم، بل امتدّت الانتقادات إلى نظام الإشعارات الذي عانى من ضعف في التباين، خاصةً على الخلفيات الفاتحة. وقد ساهمت هذه المشكلة في صعوبة قراءة الإشعارات وفهم محتواها بسرعة. في النسخة التجريبية الثانية، عملت آبل على تحسين التباين في نظام الإشعارات، مما زاد من وضوحها. مع ذلك، لا يزال هناك مجالٌ للتحسين، وتتوقع آبل تقديم مزيد من التعديلات في النسخ القادمة قبل الإصدار النهائي.
ميزات جديدة وإضافات مُحسّنة في Beta 2
لم تقتصر التحديثات في النسخة التجريبية الثانية على واجهة المستخدم فقط، بل شملت أيضاً إضافة ميزات جديدة ومُحسّنة. فقد أضافت آبل قسمًا خاصًا بخيارات الوصول داخل صفحات التطبيقات في متجر App Store، مما يُسهّل على المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة الوصول إلى الإعدادات اللازمة لتخصيص تجربتهم.
كما تمّ تفعيل مزامنة iCloud لتطبيق التدوين الجديد على أجهزة iPad، مما يسمح للمستخدمين بمزامنة ملاحظاتهم وتدويناتهم عبر أجهزتهم المختلفة بسلاسة. وقد أضافت آبل أيضاً دعم ميزة تتبع الطلبات في تطبيق Apple Wallet، مما يُتيح للمستخدمين متابعة حالة طلباتهم بسهولة. ولم تغفل آبل عن عشاق الموسيقى، فأضافت ويدجت جديد لخدمة Apple Music Radio.
الانتظار مُستمراً: موعد الإصدار النهائي
من المُقرر إطلاق الإصدار النهائي من iOS 17 في خريف هذا العام. يُتيح هذا الوقت الإضافي لشركة آبل لجمع المزيد من التعليقات من المستخدمين وتجربة النظام على نطاق أوسع، مما يُمكنها من إدخال المزيد من التحسينات قبل إصداره رسميًا لجميع المستخدمين. هذه الاستراتيجية تُظهر التزام آبل بالاستماع إلى آراء مستخدميها والعمل على تلبية احتياجاتهم وتقديم تجربة مستخدم متكاملة تجمع بين الجمال والفعالية.
الخاتمة: خطوة نحو التوازن
يُمثل إصدار Beta 2 من iOS 17 خطوةً هامةً نحو تحقيق التوازن بين الجمال البصري لواجهة "الزجاج السائل" وسهولة استخدامها. بينما تُظهر التحسينات المُدخلة في هذه النسخة التزام آبل بالاستماع إلى ملاحظات المستخدمين والعمل على تحسين تجربتهم، يبقى الانتظار مُستمراً لرؤية الإصدار النهائي وما يحمله من تحسينات إضافية. فهل ستُنجح آبل في تقديم نظام تشغيل يُرضي جميع الأذواق ويُحقق التوازن المنشود بين الجمال والفعالية؟ يبقى السؤال مطروحاً حتى إطلاق النسخة النهائية.