بريسايت: ١٠ روّاد عالميون ينضمون لمعجل الذكاء الاصطناعي بأبوظبي

بريسايت تختار 10 شركات ناشئة عالمية لمسارعتها للذكاء الاصطناعي في أبوظبي: دفعة جديدة نحو ثورة الذكاء الاصطناعي
مقدمة:
في خطوةٍ تُبرز طموح الإمارات العربية المتحدة الريادي في مجال التكنولوجيا، أعلنت شركة بريسايت (Presight)، الشركة الرائدة في مجال حلول الذكاء الاصطناعي، عن اختيارها لعشر شركات ناشئة عالمية واعدة للانضمام إلى برنامجها المُسرّع المخصص لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة. يُعد هذا البرنامج خطوةً حاسمةً في تعزيز منظومة ريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي، لا على مستوى الإمارات فحسب، بل وعلى مستوى المنطقة والعالم أجمع. فما هي معايير الاختيار، وما هي الشركات المختارة، وما هي الآفاق المستقبلية لهذا البرنامج؟ هذا ما سنُسلّط عليه الضوء في هذا التقرير.
عملية الاختيار: رحلةٌ من 120 طلبًا إلى 10 شركاتٍ رائدة
شهدت مسرعة بريسايت لشركات الذكاء الاصطناعي الناشئة إقبالًا هائلاً، حيث استقطبت أكثر من 120 طلبًا من شركات ناشئة تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي من 17 دولة حول العالم. يُبرز هذا العدد الكبير من الطلبات الثقة المتزايدة في بيئة ريادة الأعمال الإماراتية، وقدرتها على توفير الدعم اللازم للشركات الناشئة الطموحة. ولكن، لم تكن عملية الاختيار سهلةً، فقد خضعت جميع الشركات المتقدمة لعملية تقييم دقيقة وشاملة.
معايير التقييم: الدقة والنمو والتوافق
لم تقتصر عملية التقييم على مجرد النظر إلى التقنيات المُستخدمة، بل امتدت لتشمل ثلاثة معايير رئيسية:
دقة التنفيذ (إتقان التنفيذ): تقييم مدى قدرة الشركة على ترجمة رؤيتها وتقنياتها إلى منتجات وخدمات قابلة للتطبيق والتسويق الفعلي. وتم التركيز على الجودة العالية للمنتج، ومدى فعاليته في حل المشكلات المُستهدفة.
الاستعداد للتوسع (جاهزية التوسع): قدرة الشركة على النمو والتوسع السريع، سواء على مستوى السوق المحلي أو الأسواق العالمية. وتم تقييم خطط الشركة للتوسع، وبنيتها التحتية، وقدرتها على إدارة النمو المُتوقع.
التوافق الاستراتيجي مع أهداف بريسايت: مدى انسجام أهداف الشركة الناشئة مع استراتيجية بريسايت العامة، ومدى إمكانية التعاون بين الطرفين لتحقيق أهداف مُشتركة. وهذا المعيار يُضمن استفادة كلا الطرفين من الشراكة.
الشركات العشر المختارة: تنوعٌ تقنيٌّ وابتكارٌ مُلهم
بعد عملية تقييمٍ مُكثّفة، تم اختيار عشر شركاتٍ ناشئةٍ من بين 15 شركة وصلت إلى المرحلة النهائية من المسابقة، والتي تضمنت عروضًا تقديميةً شخصيةً وافتراضيةً. يُذكر أن الشركات المُتأهلة للنهائيات قد استطاعت جذب استثماراتٍ تتجاوز 150 مليون دولار، مما يُشير إلى مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة على النمو. تُغطي الشركات المختارة قطاعاتٍ حيويةً، تعكس التنوع والتقدم المُذهل في عالم الذكاء الاصطناعي:
لمحة عن الشركات المختارة:
ديرك (Derq): (الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية) – تُقدّم أنظمة نقل ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي حاصلة على براءة اختراع، تهدف إلى منع الحوادث المرورية، وتحسين تدفق الحركة، وتعزيز السلامة على الطرق. تُعتبر هذه الشركة رائدةً في مجال السيارات ذاتية القيادة، وتُساهم تقنيتها في بناء مدنٍ ذكيةٍ أكثر أمانًا.
ريسينك (Resync): (سنغافورة) – تُقدّم حلولًا قائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) وإدارة الموارد في المباني التجارية والصناعية، مما يُساهم في توفير الطاقة وتقليل البصمة الكربونية. تُعتبر هذه التقنية مُهمةً في سياق التوجه العالمي نحو الاستدامة.
ألفاجيو (AlphaGeo): (سنغافورة) – تُقدّم بياناتٍ وتحليلاتٍ وأدواتٍ للتعامل مع مخاطر المناخ، والاستثمار في تعزيز التكيف والمرونة المناخية. تُلعب هذه الشركة دورًا هامًا في مواجهة تحديات التغير المناخي، وتُساعد في اتخاذ قراراتٍ استثماريةٍ مُستدامة.
زيبل. إيه آي (Zypl. ai): (الإمارات، طاجيكستان) – تُنتج بيانات شاذة اصطناعية (Synthetic Anomaly Data) باستخدام تقنية zGAN، لتحسين أداء أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الحالات النادرة وغير المتوقعة. تركز الشركة على قطاع الخدمات المالية، مُساعدةً البنوك على تحسين كشف الاحتيال وتقليل التخلف عن السداد.
أجاري. إيه آي (AJARI. ai): (إندونيسيا، سنغافورة) – تُقدّم حلولًا تعليمية وتدريبية مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مع مسارات تعليمية قابلة للتكيف. تُساعد هذه الشركة في تطوير أنظمة تعليمية أكثر فعاليةً وتخصيصًا.
ويفريتي (Waverity): (أذربيجان) – تُعالج قلة البيانات الزلزالية وانخفاض دقة تفسيرها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لتحسين جودة الصور وتسريع قرارات الاستكشاف والحفر في قطاع الطاقة. هذه التقنية تُساهم في زيادة كفاءة عمليات التنقيب عن النفط والغاز.
فولكان (Vulcan): (الإمارات) – تُقدّم أدوات أمانٍ وسلامةٍ وامتثالٍ للذكاء الاصطناعي التوليدي، بدءًا من التقييم وصولًا إلى الحماية. تُعتبر هذه الشركة مُهمةً في ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكلٍ آمنٍ ومسؤول.
نودشيفت (NodeShift): (الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية) – تُقدّم منصة سحابية مستقلة للذكاء الاصطناعي تُمكّن المستخدمين من تشغيل النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) والنماذج المتعلقة بالمعالجة المرئية والصوتية بنقرة واحدة، دون الحاجة لخبرة تقنية عالية. تُسهّل هذه المنصة الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
مايدن سنتشري (Maiden Century): (الولايات المتحدة الأمريكية) – تُطوّر منصة علوم بيانات خاصة، مُصممة لمساعدة المستثمرين على تحليل البيانات الداخلية والخارجية لاتخاذ قرارات استثمارية أفضل. تُساهم هذه المنصة في تعزيز كفاءة أسواق المال.
كوبي (Cobi): (الإمارات، الولايات المتحدة الأمريكية) – تُقدّم منصة بيانات أعمال مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مُصممة لتعزيز تفاعل العملاء وتحسين المنتجات والخدمات. تُساعد هذه المنصة الشركات على فهم عملائها بشكلٍ أفضل.
معسكر الإعداد: دعمٌ شاملٌ للنمو والتطوير
ستنضم الشركات العشر المختارة إلى معسكرٍ إعدادٍ مكثّفٍ في أبوظبي، يُقدّم مجموعةً شاملةً من المزايا والفرص لدعم نموها:
مزايا البرنامج:
الإرشاد الفني: توجيهٌ متخصصٌ من خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، لمساعدة الشركات على تطوير حلولها وتقنياتها.
الوصول الاستراتيجي إلى السوق: مساعدة الشركات على فهم الأسواق المُستهدفة، ووضع استراتيجيات فعّالة لاختراقها.
إثبات المفاهيم التجارية: فرص لاختبار جدوى الأفكار، وتحويلها إلى اتفاقيات تجارية ملموسة.
تحسين المنتجات: دعمٌ لتطوير المنتجات وتحسينها لزيادة تنافسيتها في السوق.
الاستعداد للاستثمار: إعداد الشركات ليوم العرض التوضيحي (Demo Day) لجذب استثماراتٍ من جهاتٍ مُختصة.
بالإضافة إلى ذلك، ستحصل الشركات على الوصول إلى البنية التحتية المتطورة للذكاء الاصطناعي التي توفرها بريسايت، ومنظومة شركاء دولة الإمارات، وشركة G42، بالإضافة إلى خدمات إرشادية متخصصة.
الآثار العملية والتوقعات المستقبلية
يُعتبر برنامج مسرعة بريسايت خطوةً مُهمةً في تعزيز بيئة ريادة الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات، وله آثارٌ عمليةٌ مُتعددة:
تحفيز الابتكار: يُشجّع البرنامج الشركات الناشئة على تطوير حلولٍ مبتكرةٍ في قطاعاتٍ حيوية.
خلق فرص العمل: يُساهم البرنامج في خلق فرص عملٍ جديدةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي.
تعزيز الاقتصاد الوطني: يُساهم البرنامج في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال دعم الشركات الناشئة وتنميتها.
بناء القدرات: يُساعد البرنامج في بناء القدرات الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي.
الخاتمة:
يُمثّل اختيار بريسايت لعشر شركات ناشئة عالمية لمسارعتها للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، دلالةً واضحةً على التزام الإمارات العربية المتحدة بتعزيز مكانتها كمركزٍ عالميٍّ للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. ويُتوقع أن يُساهم هذا البرنامج بشكلٍ كبيرٍ في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، وخلق فرص عملٍ جديدةٍ، وترسيخ مكانة الإمارات كرائدةٍ في هذا المجال الحيوي. مع التنوع الكبير في الشركات المختارة، من المتوقع أن نشهد في السنوات القادمة ثورة حقيقية في مختلف القطاعات بفضل هذه التقنيات المتقدمة.