مؤسس Stripe يشتري بنكاً: تطور مذهل في عالم التكنولوجيا المالية

استحواذ مؤسس شركة "إنكريز" الناشئة على بنك: نظرة معمقة في عالم التكنولوجيا المالية – دليل مؤسس Increase يشتري بنك
مؤسس Increase يشتري بنك: صفقة تهز عالم التكنولوجيا المالية
من هو دارا باکلی وشركة "إنكريز"؟ في Increase
دارا باکلی هو شخصية بارزة في عالم التكنولوجيا المالية، حيث شغل منصب أول موظف في شركة "سترايب" (Stripe)، وهي شركة رائدة في مجال معالجة المدفوعات عبر الإنترنت. بعد مسيرته في "سترايب"، أسس باکلی شركة "إنكريز"، وهي شركة ناشئة متخصصة في "الخدمات المصرفية كخدمة" (Banking-as-a-Service – BaaS).
تقدم "إنكريز" منصة واجهة برمجة تطبيقات (API) تمكن الشركات الأخرى من دمج الخدمات المصرفية في منتجاتها وخدماتها. تسمح هذه المنصة للشركات بتنفيذ مهام مثل تحويل الأموال، وإجراء المدفوعات في الوقت الفعلي، وإدارة الحسابات. عملاء "إنكريز" هم في الغالب شركات تكنولوجيا مالية أخرى (Fintechs) مثل "رامب" (Ramp) و"تشيك" (Check) و"بايب" (Pipe).
دوافع استحواذ باکلی على بنك "توين سيتي"
أثار استحواذ باکلی على حصة كبيرة في بنك "توين سيتي" تساؤلات عديدة حول دوافعه. على الرغم من أن باکلی لم يكشف عن حجم حصته بدقة، إلا أن الكشف عنها من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Federal Reserve Board) يشير إلى أنها تجاوزت 10%. هذا الاستحواذ يطرح تساؤلات حول استراتيجية "إنكريز" وتوجهاتها المستقبلية.
هناك عدة أسباب محتملة وراء هذا الاستحواذ:
- تجاوز القيود التنظيمية: الحصول على ترخيص بنكي أمر صعب ومكلف، خاصة في الولايات المتحدة. من خلال امتلاك حصة في بنك، قد يتمكن باکلی من تجاوز بعض هذه القيود، مما يمنح "إنكريز" سيطرة أكبر على العمليات المصرفية ومرونة أكبر في تقديم الخدمات. تعزيز الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS): قد يهدف باکلی إلى استخدام بنك "توين سيتي" كشريك مصرفي حصري لـ"إنكريز"، مما يسمح للشركة بتقديم خدمات مصرفية متكاملة لعملائها. هذا النهج يمكن أن يعزز قيمة "إنكريز" ويجذب المزيد من العملاء. التوسع في الخدمات المالية: قد يخطط باکلی لتوسيع نطاق خدمات "توين سيتي" لتشمل منتجات وخدمات مالية جديدة، مما يساهم في تنويع مصادر الإيرادات. الميزة التنافسية: في سوق الخدمات المصرفية كخدمة المزدحم، يمكن أن يوفر امتلاك بنك ميزة تنافسية كبيرة.
يتيح ذلك لـ"إنكريز" التحكم بشكل أكبر في العمليات والرسوم، بالإضافة إلى بناء علاقات مباشرة مع العملاء..
الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS): نظرة عامة
الخدمات المصرفية كخدمة (BaaS) هي نموذج أعمال يتيح للشركات غير المصرفية دمج الخدمات المصرفية في منتجاتها وخدماتها. تعتمد شركات BaaS على واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتوفير الوصول إلى الخدمات المصرفية الأساسية مثل الحسابات، والمدفوعات، والإقراض.
يتمتع نموذج BaaS بالعديد من المزايا، بما في ذلك:
- تقليل التكاليف: يتيح BaaS للشركات تجنب تكاليف الحصول على تراخيص بنكية وبناء البنية التحتية المصرفية الخاصة بها.
- السرعة والمرونة: يوفر BaaS للشركات القدرة على إطلاق منتجات وخدمات مالية جديدة بسرعة ومرونة.
- التركيز على الابتكار: يتيح BaaS للشركات التركيز على الابتكار وتطوير منتجات جديدة، بدلاً من التركيز على العمليات المصرفية الأساسية.
ومع ذلك، يواجه نموذج BaaS أيضًا بعض التحديات، بما في ذلك:
- الاعتماد على الشركاء: تعتمد شركات BaaS على البنوك الشريكة لتقديم الخدمات المصرفية. هذا الاعتماد يمكن أن يحد من سيطرة الشركات على العمليات والرسوم.
- المخاطر التنظيمية: تخضع شركات BaaS لرقابة تنظيمية مكثفة، مما يتطلب منها الالتزام باللوائح والقوانين المصرفية.
- المنافسة الشديدة: يشهد سوق BaaS منافسة شديدة، مما يجعل من الصعب على الشركات التميز.
البنوك المجتمعية: دورها وأهميتها
البنوك المجتمعية هي مؤسسات مالية صغيرة تركز على خدمة المجتمعات المحلية. تلعب هذه البنوك دورًا حيويًا في الاقتصاد من خلال توفير الائتمان للشركات الصغيرة والمتوسطة، ودعم المشاريع المحلية، وتقديم الخدمات المصرفية للأفراد.
تتميز البنوك المجتمعية بالعديد من المزايا، بما في ذلك:
- التركيز على العملاء: تركز البنوك المجتمعية على بناء علاقات قوية مع العملاء وتقديم خدمات شخصية.
- المعرفة المحلية: تتمتع البنوك المجتمعية بمعرفة عميقة بالأسواق المحلية، مما يمكنها من اتخاذ قرارات إقراض مستنيرة.
- دعم الاقتصاد المحلي: تساهم البنوك المجتمعية في دعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير الائتمان للشركات والمشاريع المحلية.
ومع ذلك، تواجه البنوك المجتمعية أيضًا بعض التحديات، بما في ذلك:
- المنافسة الشديدة: تواجه البنوك المجتمعية منافسة شديدة من البنوك الكبيرة وشركات التكنولوجيا المالية.
- القيود التنظيمية: تخضع البنوك المجتمعية لرقابة تنظيمية مكثفة، مما يتطلب منها الالتزام باللوائح والقوانين المصرفية.
- التحول الرقمي: تحتاج البنوك المجتمعية إلى الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة.
المخاطر والتحديات في عالم التكنولوجيا المالية
يشهد قطاع التكنولوجيا المالية نموًا هائلاً، ولكنه يواجه أيضًا العديد من المخاطر والتحديات. من بين هذه المخاطر:
المخاطر التنظيمية: تخضع شركات التكنولوجيا المالية لرقابة تنظيمية مكثفة، مما يتطلب منها الالتزام باللوائح والقوانين المصرفية. قد تؤدي التغييرات في اللوائح إلى زيادة التكاليف وتعقيد العمليات. المخاطر الأمنية: تتعرض شركات التكنولوجيا المالية لمخاطر أمنية كبيرة، بما في ذلك هجمات القرصنة وسرقة البيانات. يمكن أن تؤدي هذه الهجمات إلى خسائر مالية كبيرة والإضرار بسمعة الشركات. المخاطر التشغيلية: قد تواجه شركات التكنولوجيا المالية مخاطر تشغيلية، مثل أعطال الأنظمة والأخطاء البشرية. يمكن أن تؤدي هذه المخاطر إلى تعطيل الخدمات والإضرار بسمعة الشركات. المنافسة الشديدة: يشهد قطاع التكنولوجيا المالية منافسة شديدة، مما يجعل من الصعب على الشركات التميز. تحتاج الشركات إلى الابتكار المستمر وتطوير منتجات وخدمات جديدة للحفاظ على قدرتها التنافسية.
الاعتماد على الشركاء: تعتمد العديد من شركات التكنولوجيا المالية على البنوك الشريكة لتقديم الخدمات المصرفية. يمكن أن يؤدي هذا الاعتماد إلى قيود على السيطرة والمرونة..
أمثلة أخرى على استحواذ شركات التكنولوجيا المالية على بنوك
لا يقتصر استحواذ شركات التكنولوجيا المالية على بنوك على حالة دارا باکلی. هناك أمثلة أخرى على هذه الظاهرة، بما في ذلك:
- ويليام هوكي: قام ويليام هوكي، المؤسس المشارك لشركة "بليد" (Plaid)، بشراء بنك "نورثرن كاليفورنيا ناشونال بنك" (Northern California National Bank) مقابل 50 مليون دولار في عام 2021 من خلال شركته الحالية "كولوم" (Column).
- جاكي ريس وروناك فياس: اشترى جاكي ريس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بلوك" (Block)، وروناك فياس، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا السابق في "بلوك"، بنكًا في مدينة كانساس سيتي وأطلقوا عليه اسم "ليد" (Lead).
هذه الأمثلة تظهر أن استحواذ شركات التكنولوجيا المالية على بنوك هو اتجاه متزايد، مما يشير إلى تحول في المشهد المالي.
مستقبل التكنولوجيا المالية: نظرة استشرافية
يشهد قطاع التكنولوجيا المالية تحولًا جذريًا، ومن المتوقع أن يستمر هذا التحول في المستقبل. من بين الاتجاهات الرئيسية التي ستشكل مستقبل التكنولوجيا المالية:
- التحول الرقمي: سيستمر التحول الرقمي في قطاع التكنولوجيا المالية، مع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية في جميع جوانب العمليات.
- الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين تجربة العملاء، وأتمتة العمليات، واكتشاف الاحتيال.
- الخدمات المصرفية المفتوحة: ستستمر الخدمات المصرفية المفتوحة في النمو، مما يسمح للشركات بدمج الخدمات المصرفية في منتجاتها وخدماتها بسهولة أكبر.
- العملات المشفرة وتقنية البلوك تشين: ستلعب العملات المشفرة وتقنية البلوك تشين دورًا متزايدًا في قطاع التكنولوجيا المالية، مع استخدامها في المدفوعات، والتمويل اللامركزي، وإدارة الأصول.
- الاستدامة المالية: ستزداد أهمية الاستدامة المالية، مع تركيز الشركات على تقديم منتجات وخدمات مالية مستدامة.
الخلاصة
يمثل استحواذ دارا باکلی، مؤسس شركة "إنكريز"، على حصة في بنك "توين سيتي" مثالًا على التوجهات الجديدة في قطاع التكنولوجيا المالية. هذا الاستحواذ يعكس رغبة الشركات الناشئة في تجاوز القيود التنظيمية، وتعزيز الخدمات المصرفية كخدمة، والتوسع في الخدمات المالية. ومع ذلك، يجب على هذه الشركات أن تدرك المخاطر والتحديات التي تواجهها في هذا المجال، بما في ذلك المخاطر التنظيمية، والأمنية، والتشغيلية، والمنافسة الشديدة.
مع استمرار تطور التكنولوجيا المالية، من المتوقع أن نشهد المزيد من عمليات الاستحواذ على البنوك من قبل شركات التكنولوجيا المالية. هذا التحول سيغير المشهد المالي، وسيخلق فرصًا جديدة للابتكار والنمو. ومع ذلك، يجب على الجهات التنظيمية أن تضمن أن هذه التغييرات تتم بطريقة آمنة ومسؤولة، لحماية المستهلكين والحفاظ على استقرار النظام المالي.