مهندس برمجيات في السجن: قصة نجاح مذهلة في عالم التقنية و 10 سنوات من التحدي

من السجن إلى عالم البرمجيات: قصة بريستون ثورب الملهمة
بريستون ثورب: كيف حطم الحواجز في عالم التكنولوجيا؟
بداية الرحلة: من الشارع إلى السجن
نشأ بريستون ثورب في ظروف صعبة، حيث طُرد من منزله في سن المراهقة. دفعته هذه الظروف القاسية إلى اتخاذ قرارات خاطئة، فبدأ في بيع المخدرات التي كان يشتريها من "الويب المظلم". انتهى به المطاف في السجن في سن العشرين، وهي بداية مأساوية لحياة كان من الممكن أن تكون مختلفة تماماً. بعد خروجه من السجن لفترة قصيرة، عاد إليه مرة أخرى بعد 14 شهرًا فقط، مما جعله يشعر باليأس والإحباط. وصف ثورب تلك الفترة قائلاً: "كنت أحمق تمامًا. لقد تخليت عن حياتي، وكتبت عليها، وتقبلت أن هذه هي حياتي، ولم يكن لدي أي أمل".
نقطة التحول: الأمل يتجدد في ولاية مين – دليل بريستون ثورب
لحسن الحظ، لم تنته القصة عند هذا الحد. انتقل ثورب من سجن في ولاية نيوهامشير إلى منشأة الإصلاح الجبلي في ولاية مين، وذلك قبل تفشي جائحة كوفيد-19 مباشرة. هذه الخطوة كانت بمثابة نقطة تحول في حياته. يقول ثورب: "عندما أتيت إلى مين، كان الأمر مختلفًا تمامًا. حدثت كوفيد-19 بعد وصولي إلى هنا مباشرة، ومنحتني فرصة – لم يكن هناك أحد حولي شعرت أنني مضطر إلى التصرف أو إثبات نفسي له. كنت أنا فقط. شعرت حقًا أنه ربما لم ينته الأمر؛ ربما يمكنني في النهاية أن أحظى بحياة طبيعية. كانت لدي هذه الصحوة: ‘سأصنع شيئًا من نفسي’".
التعليم والفرص: طريق جديد نحو المستقبل في بريستون ثورب
في سجن Mountain View، التحق ثورب بجامعة مين في أوغوستا عن بعد. في الوقت نفسه، أرادت كلية كولبي توظيف أحد طلاب الدراسات العليا المسجونين لديها ليكون أستاذًا مساعدًا. كان هذا اقتراحًا غير تقليدي، لكن مفوض إدارة الإصلاحيات في ولاية مين، راندال ليبرتي، شعر أنه يستحق المخاطرة. يقول المفوض ليبرتي: "بعد التفكير، سمحت بحدوث ذلك، وعلى مر الزمن، كان ناجحًا جدًا. يمكن لطلابه زيارته في السجن، ويمكنه أن يأخذهم في جولة. يوفر ذلك تنوعًا حقيقيًا في الآراء والأفكار والخلفيات. إنه يخلق بيئة غنية للتعلم".
من طالب إلى مهندس برمجيات: اكتشاف الموهبة
بفضل شغفه بالبرمجة، بدأ ثورب في تطوير مهاراته في هذا المجال. انضم إلى مشروع مفتوح المصدر تقوده شركة Turso، وهي شركة متخصصة في قواعد البيانات. أظهر ثورب أداءً مذهلاً، مما دفع الرئيس التنفيذي لشركة Turso، غلاوبر كوستا، إلى منحه وظيفة. في هذه اللحظة، أدرك كوستا أن ثورب ليس مبرمجًا عاديًا. يقول كوستا: "تحققت من ملفه الشخصي على GitHub، وذكر حقيقة أنه مسجون. إنها قصة لم أرها من قبل".
برنامج "الوظائف عن بعد" في السجون: نافذة أمل
ثورب جزء من برنامج تجريبي في نظام سجون ولاية مين يسمح للسجناء بالعمل عن بعد من داخل السجن. هذه الفرص غير التقليدية أثبتت أنها ذات قيمة كبيرة في إعادة التأهيل. يعمل حاليًا حوالي 30 سجينًا، بمن فيهم ثورب، في وحدة المعيشة المكتسبة، وهي منشأة سجن أقل تقييدًا للسجناء الذين أظهروا سجلًا حافلاً بالسلوك الجيد. يتبرع جميع السجناء الذين لديهم وظائف عن بعد بنسبة 10٪ من رواتبهم للدولة، بالإضافة إلى أي مدفوعات أخرى قد تكون مطلوبة للتعويض أو الرسوم القانونية أو إعالة الطفل.
دور ولاية مين: رائدة في مجال الإصلاحيات
تعتبر ولاية مين رائدة في هذا المجال، حيث قامت بوضع البنية التحتية اللازمة خلال جائحة كوفيد-19 للسماح بالتعليم عن بعد. بعد ذلك، توسعت هذه البنية التحتية لتشمل المزيد من الفرص، بما في ذلك العمل عن بعد. تقول هايلي شوف، المديرة التنفيذية المشاركة لـ Unlocked Labs، وهي منظمة توظف مهندسين مسجونين وسابقين لإنشاء برامج تعليمية لاستخدامها في السجون: "[مين] وضعت كل هذه البنية التحتية في مكانها خلال كوفيد للسماح بالتعليم عن بعد، وبعد أن أصبحت هذه البنية التحتية في مكانها، توسعت فجأة كمية الفرص المتاحة".
التحديات والفرص: نظرة إلى المستقبل
بالتأكيد، يواجه ثورب تحديات كبيرة. العمل من داخل السجن يتطلب تكيفًا مستمرًا، والتغلب على القيود المفروضة على الاتصال بالعالم الخارجي. ومع ذلك، فإن الفرص التي أتيحت له غير مسبوقة. إنه يثبت أن الموهبة والإصرار يمكن أن يتجاوزا أي حاجز، حتى جدران السجن. قصته تلهمنا جميعًا، وتذكرنا بأهمية إعطاء فرصة ثانية، وإيماننا بقدرة الإنسان على التغيير والتحسن.
الدروس المستفادة: إعادة التأهيل والإصلاحيات
قصة بريستون ثورب تقدم دروسًا قيمة حول أهمية برامج إعادة التأهيل في السجون. هذه البرامج، التي تسمح للسجناء بالعمل والتعلم أثناء فترة سجنهم، يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في حياتهم. فهي لا توفر لهم المهارات اللازمة للحصول على وظائف بعد الإفراج عنهم فحسب، بل تساعدهم أيضًا على استعادة الثقة بالنفس والشعور بالهدف. هذا بدوره يقلل من احتمالية عودتهم إلى الجريمة، ويساهم في بناء مجتمع أكثر أمانًا.
دور التكنولوجيا: تمكين السجناء
تعتبر التكنولوجيا أداة قوية في عملية إعادة التأهيل. من خلال توفير الوصول إلى الإنترنت والتعليم عن بعد، يمكن للتكنولوجيا أن تفتح الأبواب أمام فرص جديدة للسجناء. يمكنهم تعلم مهارات جديدة، والتواصل مع العالم الخارجي، والتحضير للعودة إلى المجتمع. قصص مثل قصة ثورب تثبت أن التكنولوجيا يمكن أن تكون قوة إيجابية في السجون، وتساعد على تحويل حياة السجناء للأفضل.
أهمية الدعم المجتمعي: بناء جسور الأمل
لا يمكن لبرامج إعادة التأهيل أن تنجح بدون دعم المجتمع. يجب على الشركات والمؤسسات والأفراد أن يعملوا معًا لتوفير فرص عمل للسجناء السابقين، وتقديم الدعم المالي والاجتماعي لهم. يجب علينا أيضًا أن نغير نظرتنا إلى السجناء السابقين، وأن ندرك أنهم يستحقون فرصة ثانية. من خلال بناء جسور الأمل، يمكننا مساعدة السجناء على إعادة بناء حياتهم والمساهمة في المجتمع.
نظرة على مستقبل بريستون ثورب: طموحات وأهداف
ماذا يخبئ المستقبل لبريستون ثورب؟ بالتأكيد، لديه طموحات كبيرة. إنه يطمح إلى مواصلة العمل في مجال البرمجيات، وتطوير مهاراته، والمساهمة في مشاريع مفتوحة المصدر. يريد أيضًا أن يكون مصدر إلهام للآخرين، وأن يشارك قصته مع العالم. إنه يدرك أن لديه مسؤولية تجاه الآخرين، وأنه يمكن أن يكون نموذجًا يحتذى به للسجناء الآخرين الذين يسعون إلى تغيير حياتهم.
رسالة الأمل: الإصرار على التغيير
قصة بريستون ثورب هي رسالة أمل للجميع. إنها تذكرنا بأنه لا يوجد شيء مستحيل، وأن التغيير ممكن حتى في أحلك الظروف. إنها تظهر لنا أن الإصرار والعزيمة يمكن أن يتغلبان على أي عقبة، وأن الفرص موجودة دائمًا لمن يبحثون عنها. يجب أن نقتدي ببريستون ثورب، وأن نؤمن بقدرتنا على التغيير، وأن نسعى دائمًا لتحقيق أحلامنا.
الخلاصة: قصة نجاح تتجاوز الحدود
في الختام، قصة بريستون ثورب هي قصة نجاح استثنائية. إنها قصة عن التحدي، والإصرار، والأمل، والفرص. إنها تذكرنا بأهمية إعطاء فرصة ثانية، وبأهمية الإيمان بقدرة الإنسان على التغيير. إنها قصة تستحق أن تُروى وتُدرس، لأنها تلهمنا جميعًا، وتدفعنا إلى التفكير في كيفية بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا. قصة بريستون ثورب هي دليل على أن حتى من داخل السجن، يمكن للمرء أن يحقق أحلامه ويغير العالم.