غوغل: الذكاء الاصطناعي سيعزز الإبداع



ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي: فيو 3 وإماجن 4 يُعيدان تعريف الإبداع

قمة غوغل كلاود بالدوحة: نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي

شهدت الدوحة مؤخراً انعقاد القمة السنوية الثانية لغوغل كلاود، والتي أكدت مجدداً على مكانة قطر كمركز إقليمي رائد في مجال الابتكار التقني. وقد جاءت هذه القمة بعد مرور عامين على إطلاق منطقة غوغل السحابية في الدوحة، والتي ساهمت بشكلٍ كبير في تمكين المؤسسات الحكومية والخاصة من الاستفادة من أحدث تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، بما يتوافق مع رؤية قطر الوطنية 2030. وقد ركزت القمة هذا العام على أحدث ما توصلت إليه غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، لا سيما نموذجي "فيو 3" (Veo 3) لإنشاء الفيديوهات و"إماجن 4" (Imagen 4) لإنشاء الصور، وهما نموذجان يُعدّان نقلةً نوعيةً في إنتاج المحتوى المرئي. تُتيح هذه التقنيات الجديدة إمكانياتٍ هائلة لقطاعات الإعلام، والتعليم، والتسويق، وصناعة المحتوى الرقمي بشكل عام، مما يُعزز من تنافسية المؤسسات القطرية ويُمكنها من تقديم خدماتٍ وتجاربٍ أكثر ابتكاراً وتميزاً.

حوار مع سعد شقير: الذكاء الاصطناعي شريكٌ للإبداع، لا عدوّاً له

أجرينا خلال القمة حواراً حصرياً مع السيد سعد شقير، المدير الإقليمي لهندسة العملاء في غوغل كلاود الشرق الأوسط، لتسليط الضوء على هذه التقنيات الجديدة ودور غوغل كلاود في دعم مسيرة التحول الرقمي في قطر والمنطقة. تناول الحوار كيفية استفادة صناع المحتوى من "فيو 3" و"إماجن 4" لتسريع وتيرة الابتكار، وما يُمثّله هذان النموذجان من نقلة نوعية في مستقبل إنتاج الفيديو والمحتوى الذكي، وكيف يُؤثّران على العملية الإبداعية والمبدعين أنفسهم. أكد السيد شقير أن هذه التقنيات لا تُهدد الإبداع البشري، بل تُعزّزه وتُوسّع آفاقه، مُتيحةً للمبدعين التركيز على الجوانب الإبداعية الأكثر تعقيداً بدلاً من المهام الروتينية.

فيو 3: ثورة في عالم إنتاج الفيديو

يُمثّل "فيو 3" أحدث إصدارات غوغل ديب مايند (Google DeepMind) في مجال توليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، وقد تم الإعلان عنه في مؤتمر غوغل للمطورين (Google I/O) عام 2025. يتميز هذا النموذج بقدرته على إنتاج فيديوهات قصيرة عالية الجودة (تصل إلى 8 ثوانٍ) انطلاقاً من نصوص أو صور، متفوقاً على الإصدارات السابقة من حيث واقعية المشاهد ودقة التفاصيل. تُعتبر هذه القدرة نقلةً نوعيةً في عالم إنتاج الفيديو، حيث يُمكنها توفير الوقت والجهد والموارد اللازمة لإنتاج محتوى مرئي احترافي.

مزايا فيو 3: واقعية مذهلة وسهولة استخدام

يمتاز "فيو 3" بمجموعة من المزايا الرائعة، منها:

واقعية عالية: يُنتج "فيو 3" فيديوهات واقعية يصعب تمييزها عن الفيديوهات الحقيقية بالعين المجردة، مما يُعزز من مصداقية المحتوى المُنتج.
توليد صوتيات متزامنة: يُمكن لـ"فيو 3" توليد الصوتيات والحوارات بشكلٍ متزامن مع الفيديو، بما في ذلك المؤثرات الصوتية وأصوات الشخصيات مع تحريك دقيق للشفاه، مما يُضفي المزيد من الاحترافية على الفيديوهات المُنتجة.
ثبات الشخصيات: يحافظ "فيو 3" على ثبات الشخصيات عبر عدة مشاهد، مع إمكانية التحكم في زوايا الكاميرا وحركتها (مثل التقريب، والتحريك، وتغيير الزوايا)، مما يُتيح إخراجاً سينمائياً متكاملاً.
فهم متقدم للنصوص: يُتميز "فيو 3" بفهمه المتقدم للنصوص المعقدة، مع القدرة على إضافة أو إزالة عناصر من المشهد، والتحكم في حركة العناصر بدقة، مما يُتيح للمستخدمين التحكم الكامل في تفاصيل الفيديو.
انتقالات سلسة: يضمن "فيو 3" دمجاً سلساً بين الإطارات الأولى والأخيرة للفيديو، مما يُتيح انتقالات طبيعية في السرد البصري.
سهولة الوصول: يتوفر "فيو 3" عبر منصة فيرتكس إيه آي (Vertex AI) من غوغل كلاود، ويمكن استخدامه عبر واجهات برمجة التطبيقات أو أدوات التطوير السحابية، مما يُسهّل عملية استخدامه للمطورين والمستخدمين على حد سواء.

إماجن 4: إبداع بلا حدود في عالم الصور

يُمثّل "إماجن 4" أحدث جيل من نماذج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي من غوغل، وهو متوفر عبر منصة فيرتكس إيه آي. يُتيح هذا النموذج توليد صور فوتوغرافية واقعية عالية الدقة من وصف نصي فقط، مع تحسيناتٍ كبيرةٍ في جودة التفاصيل، والألوان، والملمس مقارنةً بالإصدارات السابقة. يُعزز "إماجن 4" من قدرات المؤسسات والأفراد في إنتاج محتوى بصري إبداعي واحترافي بسرعة وسهولة، ويفتح آفاقاً جديدة في الإعلام، والتسويق، والتصميم، والفن الرقمي.

ميزات إماجن 4: واقعية ودقة وسرعة

يُتميز "إماجن 4" بمجموعة من المزايا، منها:

واقعية عالية: يُنتج "إماجن 4" صورًا واقعية يصعب تمييزها عن الصور الفوتوغرافية الحقيقية، مع تحسيناتٍ ملحوظةٍ في حدة التفاصيل ودقة الألوان.
سرعة المعالجة: يتميز "إماجن 4" بسرعةٍ أكبر في معالجة الطلبات وتوليد الصور، مما يُوفر الوقت والجهد على المستخدمين.
دعم متقدم للخطوط: يُقدم "إماجن 4" دعماً متقدماً للخطوط (Typography) والتفاصيل الدقيقة في التصميمات، مما يُتيح للمستخدمين إنشاء صورٍ ذات تصميماتٍ دقيقة ومعقدة.
تخصيص الأسلوب: يُتيح "إماجن 4" إمكانية تخصيص أسلوب الصورة بناءً على صور مرجعية أو أوصاف نصية معقدة، مما يُضفي المزيد من المرونة والتحكم على المستخدمين.
سهولة الوصول: يتوفر "إماجن 4" للمطورين عبر فيرتكس إيه آي من غوغل كلاود، ويمكن دمجه في التطبيقات أو استخدامه عبر واجهات برمجة التطبيقات.

في الختام، يُمثّل "فيو 3" و"إماجن 4" نقلةً نوعيةً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهما يُعيدان تعريف الإبداع في عالم إنتاج الفيديو والصور. تُتيح هذه التقنيات إمكانياتٍ هائلةً للمبدعين والمؤسسات على حد سواء، مُساعدةً إياهم على إنتاج محتوىٍ عالي الجودة بسرعة وسهولة، مما يُعزز من تنافسيتهم وابتكارهم. ولكن يبقى دور الإنسان محورياً في توجيه هذه التقنيات وتسخيرها لخدمة الإبداع البشري، فالتقنية أداةٌ قويةٌ، لكن العقل البشري هو الذي يُحدد استخدامها الأمثل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى