شارك جيفري كاتزنبرغ ، الرئيس التنفيذي السابق في DreamWorks ، في سلسلة A 15.5 مليون دولار من أجل منصة إعلانات الفيديو AI

جيفري كاتزنبرغ يستثمر 15.5 مليون دولار في منصة إعلانات فيديو مدعومة بالذكاء الاصطناعي: ثورة في عالم التسويق الرقمي؟

مقدمة:

شهد عالم التكنولوجيا مؤخراً تطوراً هائلاً في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي امتد تأثيره بشكلٍ كبير إلى قطاع الإعلان الرقمي. فقد أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي تُستخدم بشكلٍ متزايد لإنشاء حملات إعلانية أكثر فعالية واستهدافاً، مما يُغيّر قواعد اللعبة في مجال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي هذا السياق، أعلن مؤخراً عن استثمار ضخم بقيمة 15.5 مليون دولار في شركة "كرياتيف" (Creatify)، وهي منصة إعلانات فيديو تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، برئاسة جيفري كاتزنبرغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة دريم ووركس (DreamWorks). هذا الاستثمار، والذي يُعتبر من أهم استثمارات المرحلة الأولى (Series A)، يُشير إلى ثقة كبيرة في إمكانيات هذه التكنولوجيا وتأثيرها المُتزايد على مستقبل الإعلان الرقمي. سنستعرض في هذا المقال تفاصيل هذا الاستثمار، ونناقش آليات عمل منصة "كرياتيف"، وتأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الإعلان بشكل عام، مع التركيز على السوق العربية وتحدياته.

كاتزنبرغ وريادة الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي:

جيفري كاتزنبرغ، الاسم الذي ارتبط بنجاحات شركة دريم ووركس في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة الشهيرة، ليس غريباً عن عالم الاستثمار في التكنولوجيا. فقد أسس صندوق "وندروكو" (WndrCo) الاستثماري، الذي قاد جولة التمويل لشركة "كرياتيف". يُعرف كاتزنبرغ ببراعته في اختيار الفرص الاستثمارية الواعدة، على الرغم من بعض التجارب التي لم تُكلل بالنجاح، مثل منصة "كيبي" (Quibi) لفيديوهات الهواتف المحمولة، التي فشلت بعد فترة قصيرة من إطلاقها. لكن استثماره في "كرياتيف" يُشير إلى ثقته بقدرة الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في صناعة الإعلان.

منصة "كرياتيف" و تقنية AdMax:

تُقدم شركة "كرياتيف" منصة "أدماكس" (AdMax)، وهي أداة ذكية لإنشاء إعلانات فيديو قصيرة ومُصممة بشكل دقيق للتسويق عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك وانستغرام. وتعتمد هذه المنصة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل حملات الفيديو الأكثر نجاحاً على هذه المنصات، ثم استخدام هذه البيانات لإنشاء عشرات الإعلانات المُختلفة في وقت قليل. هذا يُوفر على المُعلنين وقتاً وجهداً كبيرين، ويُمكنهم من اختبار عدة خيارات إعلانية بسرعة ومرونة.

أمثلة على استخدامات AdMax:

يمكن استخدام منصة AdMax من قبل الشركات المختلفة لتسويق منتجاتها وخدماتها. على سبيل المثال، يمكن لشركة للملابس استخدام AdMax لإنشاء إعلانات فيديو مُختلفة تُبرز تصاميمها المُبتكرة، مستهدفة جمهورها المُستهدف على تيك توك وانستغرام. كما يمكن لمطعم استخدام AdMax لإنشاء إعلانات فيديو مُختلفة تُعرض أطباقه الشهية، مُرفقة بأكواد تخفيضات خاصة للمُتابعين. هذا يُتيح للمُعلنين التجربة والتحسين بشكل مستمر، مما يُزيد من فعالية حملاتهم الإعلانية.

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على صناعة الإعلان:

يُعتبر الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال التسويق الإلكتروني والإعلان بشكل عام. فهو يُتيح للمُعلنين إمكانيات هائلة لم تكن مُتاحة من قبل، مثل:

الاستهداف الدقيق: يُمكن الذكاء الاصطناعي من استهداف جمهور مُعين بدرجة دقة عالية بناءً على البيانات الديموغرافية والسلوكية للمُستخدمين.
تحسين فعالية الحملات: يُساعد الذكاء الاصطناعي في تحليل نتائج الحملات الإعلانية وتحديد نقاط الضعف والقوة، مما يُتيح للمُعلنين إجراء التغييرات اللازمة لتحسين أدائها.
توفير الوقت والجهد: يُمكن الذكاء الاصطناعي من أتمتة مهام عديدة في عملية التسويق الإلكتروني، مثل إنشاء الإعلانات وإدارتها وتحليل نتائجها.
التخصيص الشخصي: يُمكن الذكاء الاصطناعي من إنشاء إعلانات مُخصصة لكل مُستخدم على حِدة، مما يُزيد من فرص تحويل المُستخدمين إلى عملاء.

زوكربيرج والطموح في أتمتة الإعلان بالذكاء الاصطناعي:

مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا (Meta)، أعلن مؤخراً عن طموحه في أتمتة جميع عمليات الإعلان باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. هذا الطموح يُعتبر طموحاً كبيراً، ولكنه ليس مستحيلاً في الوقت الحالي. فقد أصبح الذكاء الاصطناعي قادراً على تحليل كميات هائلة من البيانات واتخاذ القرارات بشكل فعال، مما يُمكنه من إدارة حملات إعلانية كاملة بدرجة دقة عالية.

التحديات أمام الذكاء الاصطناعي في الإعلان:

على الرغم من المزايا الكبيرة للاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلان، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب مُواجهتها، مثل:

الخصوصية والموافقة: يُثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلان بعض المخاوف حول خصوصية بيانات المُستخدمين، والتأكد من حصولهم على الموافقة الصريحة قبل استخدام بياناتهم.
التحيز الجزئي: يُمكن أن يُعاني الذكاء الاصطناعي من التحيز الجزئي في بعض الأحيان، مما يُؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو غير عادلة.
التكلفة العالية: تُعتبر تقنيات الذكاء الاصطناعي مكلفة في بعض الأحيان، مما يُشكل عائقاً أمام بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة.
الاعتماد الكامل: يجب عدم الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في صنع القرارات الإعلانية، بل يجب أن يُستخدم كأداة للدعم واتخاذ القرارات بشكل ذكية.

الذكاء الاصطناعي والإعلان في العالم العربي:

يُعتبر السوق العربي سوقاً واعداً للتسويق الإلكتروني والإعلان، مع زيادة مُستمرة في عدد مُستخدمي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. ولكن هناك بعض التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السوق، مثل:

نقص البيانات: يُعاني السوق العربي من نقص في البيانات المُنظمة والدقيقة، مما يُعيق استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال.
اللغة العربية: يُعتبر معالجة اللغة العربية تحدياً كبيراً للتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يُؤدي إلى صعوبة في استخدام هذه التقنيات بشكل فعال في حملات الإعلان المُوجهة لجمهور ناطق بالعربية.
البنية التحتية: يُعاني بعض الدول العربية من ضعف في البنية التحتية للتكنولوجيا، مما يُعيق استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل واسع.

الخاتمة:

يُعتبر استثمار جيفري كاتزنبرغ في شركة "كرياتيف" دليلاً على الأهمية المُتزايدة للتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلان الرقمي. وتُقدم منصة "أدماكس" حلولاً مُبتكرة لإنشاء حملات إعلانية فعالة واستهداف جمهور مُستهدف بدقة عالية. ولكن يجب مُواجهة التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلان، خصوصاً في السوق العربي، لضمان استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعال ومُستدام. ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مُستمر، من المُتوقع أن نشهد تغييرات كبيرة في مجال الإعلان في السنوات القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى