عاد أحد مؤسسي أفريقيا الأكثر نجاحًا مع بدء تشغيل جديد من الذكاء الاصطناعي وجمع بالفعل 9 ملايين دولار

عودة ناجحة: روّاد أعمال أفارقة يقتحمون عالم اختبارات البرمجيات بذكاء اصطناعي و تمويل ضخم

مقدمة:

شهد عالم ريادة الأعمال في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة طفرةً ملحوظة، وقد برزت أسماءٌ لامعةٌ ساهمت في رسم ملامح هذا النجاح. ومن بين هذه الأسماء، يأتي كريم جويني وجيهد عثماني، مؤسسا شركة Expensya، اللذان حققا نجاحًا باهرًا ببيع شركتهما بصفقة ضخمة تُعدّ من أكبر صفقات الاستحواذ على شركات ناشئة أفريقية. لكن قصة النجاح هذه لم تنتهِ عند هذا الحد، بل عادا بقوةٍ إلى ساحة ريادة الأعمال بمشروع جديد يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مُثبتين بذلك قدرة الروّاد الأفارقة على التكيّف مع التطورات التكنولوجية السريعة وابتكار حلولٍ مبتكرة.

نجاح Expensya: البداية القوية

في عام 2023، حقق كريم جويني وجيهد عثماني قفزةً نوعيةً ببيع شركتهما Expensya، وهي منصة لإدارة النفقات، إلى شركة Medius السويدية المتخصصة في برمجيات المشتريات. وقد تراوحت تقديرات قيمة الصفقة بين مصادر مختلفة، لكنها تجاوزت بشكلٍ كبير مبلغ 120 مليون دولار أمريكي، مما يُبرز حجم النجاح الذي حققته الشركة خلال فترة قصيرة نسبياً. يُعتبر هذا الاستحواذ من أكبر صفقات الاستحواذ على شركات ناشئة أفريقية، مُعززًا بذلك ثقة المستثمرين الدوليين في القدرات التكنولوجية للقارة الأفريقية. وقد أثبتت Expensya قدرتها على حلّ مشكلةٍ واسعة الانتشار في الشركات، وهي إدارة النفقات بطريقةٍ فعّالة وشفافة.

Thunder Code: القفزة إلى عالم الذكاء الاصطناعي

بعد هذا النجاح الاستثنائي، قرّر جويني وعثماني مغامرةً جديدةً في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي. فقد أسسا شركة Thunder Code، وهي منصة لاختبار البرمجيات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد حصلت Thunder Code على تمويلٍ بذريّ قدره 9 ملايين دولار أمريكي خلال أقل من ستة أشهر من تأسيسها، مما يُشير إلى الثقة الكبيرة التي حظيت بها من قبل المستثمرين. وهذا يُمثل دليلًا على الفرص الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، وخاصةً في قطاع التكنولوجيا.

تقنية ثورية: اختبار البرمجيات بذكاء اصطناعي

تعتمد Thunder Code على تقنية "الوكلاء" المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإجراء اختبارات البرمجيات. وهذه الوكلاء تقوم بمحاكاة عمل المختبرين البشر، وتحديد الأخطاء الدقيقة في واجهة المستخدم وتجربته، وتعلّم من الخبرات السابقة. وهذا يُسهّل عملية اختبار البرمجيات ويُسرّعها بشكلٍ كبير، مُقلّلاً من الوقت والمجهود المطلوبين في الأساليب التقليدية. تُعتبر هذه الطريقة ثورةً في مجال اختبار البرمجيات، وخاصةً مع تزايد تعقيد البرمجيات وتطبيقات الويب والتطبيقات المحمولة.

السرعة والكفاءة: دروسٌ مستفادةٌ من Expensya

لم يكتفِ جويني وعثماني باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي فقط، بل طبّقا أيضًا دروسًا قيمةً استفاداها من تجربتهما السابقة مع Expensya. فقد أعطيا الأولوية للسرعة في إطلاق المنتج الأول (MVP)، وقد تمّ ذلك خلال ستة أسابيع فقط. كما ركّزا على الخصائص الرئيسية للمنتج، وجذب أفضل الكفاءات من البداية. وهذا يُبرز أهمية التركيز على الاستراتيجية الصحيحة والتنفيذ السريع في عالم الشركات الناشئة.

التخفيف من المخاطر: استراتيجية التخفيف من حصة الملكية

يُعتبر تخفيف حصة الملكية في الشركة من القضايا الهامة التي تواجه رواد الأعمال، وخاصةً في أفريقيا. لكن جويني يُؤكّد على أهمية الاستثمار في الكفاءات المتميزة، حتى لو تطلب ذلك تخفيفًا من حصة الملكية. فهو يُعتقد بأنّ خلق شركةٍ ناجحة (Unicorn) مع تخفيف حصة الملكية أفضل من الحفاظ على حصة 100% في شركةٍ غير مربحة. وهذه الاستراتيجية تُعكس نظرةً متقدمةً إلى إدارة المخاطر والتنمية المستدامة للشركة.

سوقٌ واعدٌ: فرصٌ ضخمةٌ في اختبار البرمجيات

يُعتبر سوق اختبار البرمجيات سوقًا واسعًا ومُتزايدًا، ومن المُتوقع أن يتجاوز قيمته 100 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027. ولا يزال هذا السوق يُسيطر عليه المنصات التقليدية مثل Tricentis وBrowserStack، التي قد تكون بطيئةً في التكيّف مع التطورات التكنولوجية الجديدة. وهذا يُمثّل فرصةً ضخمةً لـThunder Code للتفوّق على المنافسين بفضل سرعتها في التنفيذ واستخدامها للتقنيات الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

التحديات والفرص في السوق الأفريقي

على الرغم من النجاحات التي حققتها Thunder Code، إلا أن السوق الأفريقي لا يخلو من التحديات. فمنها تحديات البنية التحتية الرقمية، وقلة الخبرة في بعض المجالات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة من الشركات العالمية الكبرى. لكن في المقابل، توجد فرص كبيرة في السوق الأفريقي، بسبب النمو السكاني الهائل، وتزايد الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، ووجود كفاءات شابة مبدعة. وتُعتبر Thunder Code مثالًا على قدرة الشركات الناشئة الأفريقية على الاستفادة من هذه الفرص والتغلّب على التحديات.

المهارات التكميلية: سرّ النجاح

يُعتبر التعاون بين جويني وعثماني من أهمّ أسباب نجاحهما. فقد جمعتهما مهاراتٌ تكميليةٌ، حيث يُتمتّع جويني بخبرةٍ واسعةٍ في إدارة التكنولوجيا، بينما يُتمتّع عثماني بخبرةٍ عميقةٍ في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد ساهمت هذه المهارات التكميلية في بناء فريقٍ قويّ قادِرٍ على التغلّب على التحديات وإطلاق منتجٍ مبتكر.

الاستنتاج:

تُمثّل Thunder Code نموذجًا مُلهمًا لروّاد الأعمال في أفريقيا والعالم العربي. فقد أثبتت قدرة الشركات الناشئة الأفريقية على التنافس في الأسواق العالمية باستخدام التقنيات المبتكرة والاستراتيجيات الذكية. ويُتوقع أن تشهد Thunder Code نجاحًا كبيرًا في المستقبل، مُساهمةً في تطوير قطاع التكنولوجيا في أفريقيا والعالم العربي. كما يُبرز هذا النجاح أهمية التعاون بين روّاد الأعمال والمهارات التكميلية في بناء شركاتٍ ناجحة. إنّ الرحلة التي بدأها جويني وعثماني ليست مجرد قصة نجاحٍ فردية، بل هي قصةٌ تُلهم الجيل الجديد من روّاد الأعمال في أفريقيا للتطلّع إلى آفاقٍ أوسع وأكثر إبداعًا. وبوجود الدعم المالي والبنية التحتية المناسبة، يمكن لأفريقيا أن تُصبح قوةً عظمى في مجال التكنولوجيا في السنوات القادمة. وسيُراقب العالم بإهتمام مسيرة Thunder Code وتأثيرها على صناعة اختبارات البرمجيات العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى