تيك توك يعزز التحكم بصفحة “لك”

تيك توك يعزز التحكم في محتوى صفحة "لك": المزيد من المرونة والخصوصية

تُواصل منصة تيك توك جهودها لتوفير تجربة مُخصصة أكثر للمستخدمين، حيث أعلنت مؤخراً عن توسيع نطاق ميزة "إدارة المواضيع" عالمياً، بعد تجربة ناجحة في الولايات المتحدة. تُتيح هذه الميزة للمستخدمين مستوى غير مسبوق من التحكم في نوعية المحتوى الذي يظهر على صفحتهم الرئيسية "لك"، تلك الصفحة التي تُعتبر قلب تجربة تيك توك. لكن هل حقاً تُقدم هذه الميزة الحلول السحرية لجميع مشاكل المستخدمين؟ دعونا نستكشف تفاصيل هذه الميزة الجديدة والتطورات المصاحبة لها.

إدارة المواضيع: التحكم الدقيق في المحتوى المُوصى به

تُعد ميزة "إدارة المواضيع" خطوة هامة نحو تمكين المستخدمين من تخصيص تجربتهم على تيك توك. فبدلاً من مجرد مشاهدة تدفق عشوائي – وإن كان ذكياً – للمحتوى، يُمكن للمستخدمين الآن تحديد تفضيلاتهم بشكل أكثر دقة من خلال التحكم في عدد مرات ظهور فيديوهات تتعلق بمواضيع محددة. وتشمل هذه المواضيع مجموعة واسعة من الفئات، بدءاً من الرياضة والسفر والطهي، ووصولاً إلى الفنون، الرقص، والفكاهة.

كيفية استخدام ميزة إدارة المواضيع: دليل عملي

تُسهل تيك توك الوصول إلى إعدادات إدارة المواضيع. فبإمكان المستخدم الوصول إليها عبر طريقين:

  1. الطريق الأول: الدخول إلى الإعدادات، ثم اختيار "تفضيلات المحتوى"، ثم "إدارة المواضيع".

  2. الطريق الثاني: الضغط على زر "مشاركة" في أي فيديو على صفحة "لك"، ثم اختيار "لماذا هذا الفيديو؟"، ثم "تعديل مواضيعك"، وأخيراً "إدارة المواضيع".

بعد الوصول إلى صفحة إدارة المواضيع، يُمكن للمستخدم ضبط شريط تمرير لكل فئة، مُحدداً بذلك مدى رغبته في مشاهدة محتوى يتعلق بهذه الفئة. كلما زادت قيمة الشريط، زاد احتمال ظهور محتوى من هذه الفئة. هذه المرونة تُتيح للمستخدمين ضبط تفضيلاتهم بدقة عالية، مُحافظين على تجربة مُخصصة تتناسب مع اهتماماتهم المتغيرة.

الحدود والقيود: ما الذي لا تفعله ميزة إدارة المواضيع؟

على الرغم من أهمية ميزة إدارة المواضيع، من المهم فهم حدودها. فكما تُشدد تيك توك، هذه الميزة لا تُلغي ظهور المواضيع المُحددة تماماً. بل تُؤثر على تردد ظهورها. أي أنك قد لا تتخلص تماماً من محتوى الرياضة مثلاً، لكنك قد تقلل من عدد مرات ظهوره بشكل ملحوظ. هذا يعني أنك قد ترى بعض الفيديوهات من فئات محددة، لكن بشكل أقل من السابق. كذلك، تُؤثر هذه الميزة فقط على صفحة "لك"، ولا تُغيّر من المحتوى الظاهر في الأقسام الأخرى من التطبيق. وأخيراً، يُشير تيك توك إلى أن تطبيق التغييرات قد يستغرق بعض الوقت.

فلترة الكلمات الرئيسية: خطوة إضافية نحو التحكم في المحتوى

إلى جانب ميزة إدارة المواضيع، أعلنت تيك توك عن تطوير آلية فلترة الكلمات الرئيسية. هذه الميزة، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا تقتصر على حظر الكلمات الرئيسية المُحددة فقط، بل تتوسع لتشمل المحتوى الذي يحتوي على كلمات ذات صلة في التعليقات أو الأوصاف. وهذا يُعتبر تطوراً هاماً في مكافحة المحتوى غير المرغوب فيه.

الذكاء الاصطناعي والفلترة المُحسّنة: مستقبل أكثر أماناً؟

تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذه الميزة لتحديد الكلمات ذات الصلة، مما يجعل عملية الفلترة أكثر فعالية ودقة. فهذه التقنية لا تكتفي بحظر الكلمة الرئيسية المُحددة، بل تتعرف على الكلمات المُرادفة أو المُقاربة لها، مما يمنع ظهور محتوى مشابه حتى لو استخدمت كلمات مختلفة. هذه التقنية تُعتبر خطوة هامة في تعزيز أمان المنصة وتوفير تجربة أكثر أماناً للمستخدمين.

توسيع نطاق الكلمات الرئيسية المُحظورة: مزيد من التحكم

أعلنت تيك توك عن خططها لتوسيع عدد الكلمات الرئيسية التي يُمكن حظرها لكل مستخدم. ففي المستقبل القريب، سيُتاح للمستخدمين حظر أكثر من 200 كلمة رئيسية، مما يُضاعف تقريباً العدد الحالي. هذه الزيادة ستُتيح للمستخدمين مستوى أعلى من التحكم في المحتوى الذي يظهر لهم، مُساعدةً إياهم في بناء تجربة مُخصصة أكثر أماناً وراحة. كما ستُعرض المنصة الكلمات الرئيسية الأخرى التي يحظرها المستخدم، مُتيحةً له إمكانية تحديد أو إلغاء تحديد هذه الكلمات خلال الأشهر القادمة.

الخاتمة: خطوات نحو تجربة مُخصصة أكثر

تُعتبر التحديثات الجديدة لتيك توك خطوة مهمة نحو توفير تجربة مُخصصة أكثر للمستخدمين. فميزة إدارة المواضيع، إلى جانب تطوير آلية فلترة الكلمات الرئيسية، تُتيح للمستخدمين مستوىً غير مسبوق من التحكم في المحتوى الذي يظهر على صفحاتهم. لكن من المهم أن نُدرك أن هذه الميزات ليست حلاً سحرياً لجميع المشاكل، فالتجربة المُثالية تتطلب تفاعلاً مستمراً من المستخدمين، بالإضافة إلى تطوير مستمر للخوارزميات من قِبل تيك توك. فمستقبل تيك توك يعتمد على مدى قدرتها على توفير تجربة مُخصصة وآمنة تُلبي احتياجات جميع المستخدمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى