ميتا تُطلق نظاراتها الذكية الخفيفة في 2026

ميتا تستعد لإطلاق ثورة جديدة في عالم الواقع المعزز: نظارة "بافين" الخفيفة والمتصلة
تُواصل شركة ميتا، العملاق التكنولوجي، مسيرتها نحو ترسيخ مكانتها الرائدة في سوق الواقع المعزز والافتراضي، مُعدّةً لإطلاق جيل جديد من نظارات الواقع المعزز يُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في تجربة المستخدم. وتُشير التسريبات الداخلية إلى أن النظارة، التي تحمل الاسم الرمزي "بافين" (Puffin)، ستُكشف رسميًا عن تفاصيلها في عام 2026، وذلك بعد سلسلة من التجارب والاختبارات المكثفة.
تصميم خفيف الوزن وراحة استثنائية
تُعتبر خفة الوزن من أهم سمات نظارة "بافين"، حيث يبلغ وزنها حوالي 110 جرامات فقط. هذا الوزن الخفيف، الذي يُقلل بشكل كبير من ثقل خوذات الواقع الافتراضي الحالية، يُعدّ إنجازًا تكنولوجيًا يُلبي احتياجات المستخدمين الذين اشتكوا من ثقل نظارات "راي بان" الذكية السابقة، ما يحد من إمكانية ارتدائها لفترات طويلة. يُمثل هذا التحول خطوةً مهمةً نحو جعل تقنية الواقع المعزز أكثر سهولة في الاستخدام ودمجها بشكل طبيعي في الحياة اليومية.
تقنية متقدمة لتجربة سلسة
تعتمد "بافين" على تقنيات متطورة لتقليل حجمها ووزنها. فبدلاً من الاعتماد على وحدات تحكم تقليدية، ستستخدم النظارة تقنية متقدمة لتتبع حركة العين والإيماءات اليدوية، مما يمنح المستخدمين تجربة أكثر سلاسة وبديهية. هذا الأمر يُسهل عملية التفاعل مع النظارة ويُعزز من شعور المستخدم بالراحة والانغماس في التجربة.
معالجة خارجية لتعزيز الأداء وخفة الوزن
من أبرز الابتكارات في نظارة "بافين" هو فصل وحدة المعالجة عن النظارة نفسها. فبدلاً من دمج جميع مكونات المعالجة داخل إطار النظارة، ستكون "بافين" متصلة بجهاز خارجي صغير الحجم، يتولى مهمة المعالجة الحاسوبية المعقدة. هذه الخطوة تُعدّ تحولًا استراتيجيًا هامًا في نهج ميتا في تصميم أجهزتها المستقبلية، حيث تُركز على فصل مكونات الجهاز لتحقيق أقصى قدر من الخفة والراحة دون التنازل عن الأداء. يُتوقع أن يُسهم هذا التصميم في تحسين عمر البطارية أيضًا، مما يُمكّن المستخدمين من الاستمتاع بتجربة أطول.
نظام التشغيل HorizonOS: تجربة متكاملة
ستعمل نظارة "بافين" بنظام التشغيل HorizonOS، وهو نفس النظام المستخدم في خوذ الواقع الافتراضي "Quest" من ميتا. هذا الاختيار يُضمن تجربة مستخدم متكاملة وسلسة، حيث ستتمتع النظارة بنفس المزايا والتطبيقات المتوفرة على منصة Quest، مع إضافة مميزات جديدة تتناسب مع تصميمها الخفيف ووظائفها المبتكرة. يُتوقع أن يُسهم هذا التكامل في توسيع نطاق تطبيقات الواقع المعزز وتوفير تجربة غنية للمستخدمين.
ميتا توسع انتشار تقنياتها الذكية عالميًا
في سياق متصل، أعلنت ميتا مؤخرًا عن طرح نظارات "راي بان" الذكية في السوق الهندية، وهو ما يُشير إلى سعيها الدؤوب لتوسيع انتشار منتجاتها الذكية عالميًا. تم تطوير هذه النظارات بالتعاون مع شركة EssilorLuxottica، وتُمثل هذه الشراكة خطوةً مهمةً في تعزيز مكانة ميتا في سوق التكنولوجيا المتنامي. تُتيح نظارات "راي بان" الذكية للمستخدمين مجموعة واسعة من المزايا، بما في ذلك التعرف على البيئة المحيطة، والترجمة الفورية، وإرسال واستقبال الرسائل، وإجراء المكالمات، والحصول على معلومات لحظية، وكل ذلك عبر الأوامر الصوتية دون الحاجة إلى هاتف ذكي.
التحديات المستقبلية
على الرغم من التقدم الملحوظ في تقنية نظارات الواقع المعزز، إلا أن ميتا تواجه تحديات كبيرة في سبيل تحقيق نجاح باهر. فمن أهم هذه التحديات هي المنافسة الشرسة من الشركات الأخرى التي تُطور تقنيات مماثلة، بالإضافة إلى تحدي تكلفة الإنتاج العالية وتوفير بطاريات عالية الكفاءة لضمان عمر بطارية أطول. كما يُمثل تطوير تطبيقات مبتكرة وجذابة لنظارات الواقع المعزز أمرًا حاسمًا لنجاح هذه التقنية.
الاستنتاج: مستقبل الواقع المعزز بين أيدينا
يُعد إطلاق نظارة "بافين" حدثًا هامًا في عالم التكنولوجيا، حيث يُمثل خطوةً كبيرةً نحو جعل تقنية الواقع المعزز أكثر سهولة وراحة في الاستخدام. بفضل تصميمها الخفيف ووظائفها المتقدمة، يُتوقع أن تُحدث "بافين" ثورةً في طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا والبيئة المحيطة بنا. يبقى أن ننتظر حتى عام 2026 لنرى كيف ستُغير ميتا مفهوم الواقع المعزز بفضل هذا الابتكار الجديد. لكن ما هو واضح أن مستقبل الواقع المعزز بات أقرب من أي وقت مضّى، وأن ميتا تُلعب دورًا محوريًا في تشكيل هذا المستقبل.