مفكرة ويندوز 11: كل جديد ومميز

كل ما تريد معرفته عن تحديثات المفكرة الذكية في ويندوز 11: ثورة في عالم الملاحظات
بعد إيقاف دعم مايكروسوفت لبرنامج WordPad في تحديثات ويندوز 11 الأخيرة، أصبحت الأنظار تتجه نحو برنامج "المفكرة" Notepad، الذي شهد تطوراً هائلاً وتحوّلاً جذرياً بفضل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي وإضافة ميزات جديدة غير مسبوقة. لم يعد برنامج المفكرة مجرد تطبيق بسيط لتدوين الملاحظات، بل أصبح أداة قوية وفعّالة تلبي احتياجات شريحة واسعة من المستخدمين. سنستعرض في هذا المقال أبرز هذه المزايا والتحديثات الجديدة.
تحسينات جوهرية في واجهة المستخدم وتنسيق النصوص
روابط داخلية وتنسيقات متعددة
شهدت النسخة التجريبية من ويندوز 11 نقلة نوعية في قدرات برنامج المفكرة. فقد أصبح بإمكان المستخدمين الآن إدراج روابط داخل النصوص بسهولة، مما يضيف بعداً جديداً من التنظيم والربط بين المعلومات. كما أصبحت إمكانية تغيير تنسيق النص متاحة، بما في ذلك استخدام أنماط الخطوط المختلفة (الغامق، المائل، الخ..) وهي ميزة كانت غائبة تماماً في الإصدارات السابقة، مما يمنح المستخدمين المزيد من المرونة في تنظيم ملاحظاتهم وتنسيقها حسب احتياجاتهم.
عناوين فرعية وقوائم مرتبة
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أضافت مايكروسوفت إمكانية إنشاء عناوين فرعية، مما يسهل تنظيم الملاحظات الطويلة والمعقدة. بالإضافة إلى ذلك، أصبح بإمكان المستخدمين إنشاء قوائم مرتبة (نقاط ترتيبية) لتنظيم المعلومات بشكل أكثر وضوحاً وفعالية. هذه الإضافات البسيطة لكنها فعالة ترفع من كفاءة استخدام المفكرة بشكل ملحوظ، سواءً لأغراض شخصية أو أكاديمية أو مهنية.
التحكم الكامل في تنسيقات النص
مع كل هذه الإمكانيات الجديدة، أدركت مايكروسوفت أهمية منح المستخدمين حرية الاختيار. لذلك، وفرت إعدادات تسمح بتعطيل دعم تنسيقات النصوص المتقدمة، لمن يفضلون استخدام المفكرة بطريقته البسيطة التقليدية. هذا يعني أن المستخدمين لديهم الحرية الكاملة في تحديد مستوى تعقيد واجهة المستخدم حسب رغبتهم واحتياجاتهم.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحظات
إعادة صياغة النصوص وتصحيحها
القفزة النوعية الحقيقية في تحديثات المفكرة تكمن في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. أصبح البرنامج أكثر ذكاءً ودقة في أداء مهام معالجة النصوص، بما في ذلك إعادة صياغة الجمل وتصحيحها. هذه الميزة تفتح آفاقاً جديدة أمام المستخدمين، فبإمكانهم الآن تحسين جودة كتاباتهم وتصحيح الأخطاء اللغوية بسهولة وسرعة.
الوصول إلى ميزات الذكاء الاصطناعي
تتوفر ميزة إعادة الصياغة بالذكاء الاصطناعي حالياً لمشتركي برنامج Windows Insider، ويشترط تسجيل الدخول بحساب مايكروسوفت أو Outlook للاستفادة من هذه المزايا. يتم الوصول إلى هذه الميزة عن طريق تحديد الجملة أو الفقرة المراد إعادة صياغتها، ثم الضغط بزر الفأرة الأيمن لاختيار خيار "إعادة الصياغة بواسطة الذكاء الاصطناعي". سيقدم البرنامج عدة بدائل للاختيار من بينها حسب السياق والمطلوب.
التوفر الجغرافي لميزة الذكاء الاصطناعي
من المهم الإشارة إلى أن توفر ميزة إعادة الصياغة بالذكاء الاصطناعي يختلف من منطقة جغرافية إلى أخرى. في الوقت الحالي، تقتصر هذه الميزة على بعض الدول مثل الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، ألمانيا، وإيطاليا. ومن المتوقع أن يتم توسيع نطاق التوفر تدريجياً لتشمل المزيد من الدول، لكن المستخدمين في بعض المناطق، مثل الهند، قد يحتاجون إلى الانتظار لفترة أطول.
ميزات إضافية تعزز تجربة المستخدم
التبويبات والحفظ التلقائي
أضافت مايكروسوفت ميزة التبويبات إلى برنامج المفكرة، مما يسمح للمستخدمين بفتح عدة ملفات في نفس الوقت والتنقل بينها بسهولة. كما تم إضافة ميزة الحفظ التلقائي، وهي ميزة أساسية تضمن عدم فقدان المعلومات الهامة في حالة حدوث أي خلل مفاجئ في النظام. هذه الميزة تحمي المستخدمين من فقدان جهودهم وتوفر لهم راحة البال.
دمج مساعد "كوبيلوت" و الوضع الليلي
يتكامل برنامج المفكرة مع مساعد "كوبيلوت" Copilot، مما يوفر للمستخدمين إمكانية تلخيص النصوص، تعديل نبرة الكتابة، وتنسيق المحتوى بسهولة. كما أضافت مايكروسوفت "الوضع الليلي" Night Mode، مما يقلل من إجهاد العين في ظروف الإضاءة المنخفضة. هذه الميزات تجعل من المفكرة تطبيقاً أكثر راحة وسهولة في الاستخدام.
الخلاصة: مستقبل واعد للمفكرة
لقد شهد برنامج المفكرة تطوراً هائلاً في ويندوز 11، متجاوزاً دوره التقليدي كأداة بسيطة لتدوين الملاحظات ليصبح تطبيقاً متطوراً يدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي ويوفر ميزات متقدمة لتنظيم وتنسيق النصوص. هذه التحديثات ستلبي احتياجات شريحة واسعة من المستخدمين، من الطلاب والباحثين إلى المحررين والكتاب. مع استمرار تطوير مايكروسوفت للبرنامج، نتوقع المزيد من الميزات والتحسينات في المستقبل، مما يعزز مكانة المفكرة كأحد التطبيقات الأساسية في نظام ويندوز. ويُتوقع أن تشهد الفترة القادمة مزيداً من التكامل مع خدمات مايكروسوفت السحابية، مما يضيف بعداً جديداً من التعاون والمشاركة. يبقى السؤال، هل ستتمكن هذه التحديثات من جذب المستخدمين بعيداً عن تطبيقات أخري مشابهة؟ فقط الزمن سيجيب على هذا السؤال.