مراجعة شاملة لمواصفات هاتف Samsung Galaxy Z Fold 5 وتحسينات الأداء والبطارية

يُعد هاتف Samsung Galaxy Z Fold 5 أحدث إضافة لسلسلة الهواتف القابلة للطي الرائدة من سامسونج، ويمثل خطوة تطورية مهمة في هذا المجال المبتكر. تركز سامسونج في هذا الجيل على تحسين التجربة الكلية للمستخدم، مع إدخال تعديلات دقيقة على التصميم والأداء وعمر البطارية. يهدف الجهاز إلى تقديم تجربة استخدام متعددة الأوجه تجمع بين قابلية الحمل للهاتف الذكي وإنتاجية الجهاز اللوحي الصغير.
تُظهر النظرة الأولى على Galaxy Z Fold 5 تركيزاً واضحاً على صقل التصميم بدلاً من إحداث تغيير جذري. يأتي الجهاز بآلية مفصلة جديدة تُعرف باسم "Flex Hinge"، والتي تعد بتحسينات ملحوظة في المتانة والشكل. يسمح هذا المفصل المحدث بإغلاق الجهاز بشكل مسطح تماماً، مما يقلل من الفجوة التي كانت موجودة في الأجيال السابقة. هذا التغيير لا يعزز المظهر الجمالي فحسب، بل يوفر أيضاً حماية أفضل للشاشة الداخلية من الغبار والجزيئات الصغيرة عند طيها.
التصميم وجودة البناء
يحتفظ Galaxy Z Fold 5 بالهوية التصميمية الأساسية التي عرفناها في سابقيه، لكن مع تحسينات دقيقة تجعله أكثر أناقة وعملية. المفصل الجديد هو أبرز هذه التحسينات، حيث يساهم في جعل الجهاز أنحف وأخف وزناً قليلاً مقارنة بـ Z Fold 4. هذا الوزن المخفض وسهولة الإغلاق المسطح يجعلان الجهاز أكثر راحة للحمل في الجيب أو اليد.
تستخدم سامسونج مواد عالية الجودة في بناء الجهاز لضمان المتانة. الإطار مصنوع من مادة Armor Aluminum، وهي سبيكة ألومنيوم قوية توفر مقاومة ممتازة للخدوش والصدمات. الواجهة الخلفية محمية بزجاج Gorilla Glass Victus 2، وهو الأحدث والأكثر مقاومة من كورنينج. يحتفظ الجهاز أيضاً بتصنيف IPX8 لمقاومة الماء، مما يعني أنه يمكنه تحمل الغمر في الماء العذب لعمق يصل إلى 1.5 متر لمدة تصل إلى 30 دقيقة، وهي ميزة حيوية في الهواتف الرائدة.
المفصل الجديد Flex Hinge
يُعد مفصل Flex Hinge الجديد جوهر التطور في تصميم Z Fold 5. يعمل هذا المفصل بتقنية تسمح بطي الشاشة بشكل أقرب إلى المسطح، مما يقلل بشكل كبير من الفجوة عند إغلاق الجهاز. هذا التصميم المحسن لا يجعل الجهاز يبدو أجمل وأكثر تكاملاً فحسب، بل يقلل أيضاً من احتمالية دخول الأوساخ أو الغبار إلى الشاشة الداخلية عند طيها.
يوفر المفصل الجديد أيضاً ثباتاً محسناً عند فتحه في زوايا مختلفة، وهي ميزة مهمة لوضعية Flex Mode. هذه الوضعية تسمح باستخدام الجهاز مطوياً جزئياً، مما يتيح تجارب استخدام فريدة مثل مشاهدة الفيديو مع وضع الجهاز على سطح مستوٍ أو التقاط صور سيلفي بسهولة أكبر. تساهم متانة المفصل المحسنة في زيادة العمر الافتراضي للجهاز وقدرته على تحمل عمليات الفتح والإغلاق المتكررة على مدار سنوات الاستخدام.
الشاشات: تجربة مرئية متكاملة
يحتوي Galaxy Z Fold 5 على شاشتين توفران تجربة استخدام متعددة الاستخدامات. الشاشة الخارجية (Cover Screen) تعمل كهاتف ذكي تقليدي، بينما الشاشة الداخلية الكبيرة تتحول إلى جهاز لوحي صغير عند فتحها. كلا الشاشتين تقدمان جودة عرض ممتازة وألواناً زاهية.
الشاشة الخارجية
تأتي الشاشة الخارجية بقياس 6.2 بوصة ونسبة عرض إلى ارتفاع طويلة وضيقة (23.1:9)، وهي نفس الأبعاد الموجودة في الجيل السابق. هذه الشاشة من نوع Dynamic AMOLED 2X وتدعم معدل تحديث تكيفي يصل إلى 120 هرتز، مما يوفر تجربة تمرير سلسة واستجابة سريعة. السطوع الأقصى للشاشة الخارجية قد تم تحسينه قليلاً، مما يجعلها أكثر قابلية للقراءة تحت ضوء الشمس المباشر.
تُعد الشاشة الخارجية مثالية للمهام السريعة مثل الرد على الرسائل، تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة، أو إجراء المكالمات دون الحاجة لفتح الجهاز بالكامل. على الرغم من أن نسبة العرض إلى الارتفاع قد تبدو غير تقليدية للبعض، إلا أنها تخدم الغرض الرئيسي وهو توفير تجربة هاتف ذكي كاملة عند طي الجهاز. دقة الشاشة (2316 × 904 بكسل) توفر تفاصيل كافية للاستخدام اليومي.
الشاشة الداخلية
الشاشة الداخلية هي النقطة المحورية في تجربة Galaxy Z Fold 5. بقياس 7.6 بوصة عند فتحها بالكامل، توفر مساحة عمل واسعة للمهام التي تتطلب شاشة أكبر. هذه الشاشة أيضاً من نوع Dynamic AMOLED 2X وتدعم معدل تحديث تكيفي يصل إلى 120 هرتز، مما يضمن سلاسة فائقة في الألعاب وتصفح المحتوى.
تحسين ملحوظ في الشاشة الداخلية هو زيادة السطوع الأقصى مقارنة بـ Z Fold 4، حيث يصل إلى 1750 شمعة في المتر المربع في وضع الذروة. هذا السطوع العالي يجعل الشاشة أكثر وضوحاً في البيئات الساطعة ويحسن تجربة مشاهدة محتوى HDR. التجعد في منتصف الشاشة، وهو سمة مميزة للهواتف القابلة للطي، لا يزال موجوداً ولكنه أقل بروزاً قليلاً بفضل تصميم المفصل الجديد. تدعم الشاشة الداخلية أيضاً قلم S Pen Fold Edition، مما يوسع من إمكانيات الإنتاجية والرسم.
الأداء: قوة لا تُضاهى
يعتمد Galaxy Z Fold 5 على أحدث وأقوى معالج متاح في عالم أندرويد وقت إطلاقه، وهو شريحة Snapdragon 8 Gen 2 for Galaxy. هذه الشريحة هي نسخة معدلة خصيصاً لأجهزة سامسونج الرائدة، وتتميز بترددات أعلى لوحدة المعالجة المركزية (CPU) ووحدة معالجة الرسوميات (GPU) مقارنة بالنسخة القياسية. هذا يوفر دفعة كبيرة في الأداء والكفاءة.
تأتي هذه القوة الحاسوبية مقترنة بذاكرة وصول عشوائي (RAM) كبيرة بسعة 12 جيجابايت، مما يضمن قدرة الجهاز على التعامل مع المهام المتعددة الثقيلة وتشغيل التطبيقات والألعاب الأكثر تطلباً بسلاسة فائقة. سواء كنت تقوم بتحرير مقاطع الفيديو، تلعب ألعاباً ثلاثية الأبعاد متقدمة، أو تستخدم ثلاثة تطبيقات في وقت واحد على الشاشة الداخلية، فإن Z Fold 5 يقدم أداءً استثنائياً دون تباطؤ.
معالج Snapdragon 8 Gen 2 for Galaxy
يُعد معالج Snapdragon 8 Gen 2 for Galaxy قفزة نوعية في الأداء مقارنة بالجيل السابق. تم تحسين كفاءة الطاقة بشكل ملحوظ، مما يعني أن الجهاز يمكنه تقديم أداء قوي لفترة أطول قبل أن يبدأ في استهلاك البطارية بشكل كبير أو يواجه مشكلة ارتفاع درجة الحرارة. هذا المعالج مصمم خصيصاً لتقديم أفضل تجربة ممكنة على أجهزة سامسونج، مستفيداً من تحسينات البرمجيات والأجهزة المتكاملة.
تظهر نتائج الاختبارات المعيارية تفوقاً واضحاً لـ Z Fold 5 في الأداء الخام مقارنة بالعديد من الهواتف الرائدة الأخرى. هذا الأداء القوي ليس مجرد أرقام على الورق، بل ينعكس مباشرة على تجربة المستخدم اليومية من خلال سرعة فتح التطبيقات، سلاسة الانتقال بينها، والاستجابة الفورية للمدخلات. يعتبر هذا المعالج أحد العوامل الرئيسية التي تجعل Z Fold 5 جهازاً قادراً على التعامل مع أي مهمة قد يواجهها المستخدم.
الكاميرات: قدرات تصوير متعددة
يحتوي Galaxy Z Fold 5 على نظام كاميرا متعدد العدسات يوفر مرونة كبيرة في التقاط الصور ومقاطع الفيديو. على الرغم من أن إعداد الكاميرا الخلفية لم يتغير بشكل كبير عن Z Fold 4، إلا أن سامسونج قد أدخلت تحسينات على معالجة الصور بفضل المعالج الجديد. يتكون الإعداد الخلفي من ثلاث عدسات: كاميرا رئيسية، كاميرا فائقة الاتساع، وكاميرا تقريب بصري.
الكاميرا الرئيسية تأتي بدقة 50 ميجابكسل مع فتحة عدسة واسعة وتقنية تثبيت الصورة البصري (OIS). هذه الكاميرا قادرة على التقاط صور مفصلة وواضحة في ظروف الإضاءة المختلفة. الكاميرا فائقة الاتساع بدقة 12 ميجابكسل مناسبة لالتقاط المناظر الطبيعية والصور الجماعية، بينما توفر كاميرا التقريب بدقة 10 ميجابكسل تقريباً بصرياً بمقدار 3x مع تثبيت بصري أيضاً.
كاميرات السيلفي
يحتوي الجهاز على كاميرتين أماميتين. الكاميرا الموجودة في الشاشة الخارجية بدقة 10 ميجابكسل وتعمل بشكل جيد للمكالمات المرئية والتقاط صور السيلفي السريعة عندما يكون الجهاز مطوياً. الكاميرا الموجودة تحت الشاشة (Under Display Camera) في الشاشة الداخلية بدقة 4 ميجابكسل. هذه الكاميرا مخفية تحت وحدات البكسل في الشاشة، وهي مصممة بشكل أساسي لمكالمات الفيديو أثناء استخدام الشاشة الكبيرة. جودة صورها ليست بنفس مستوى الكاميرا الخارجية، لكنها تؤدي الغرض المطلوب منها في سياقها.
بفضل مرونة التصميم القابل للطي، يمكن استخدام الكاميرات الخلفية عالية الجودة لالتقاط صور السيلفي عند فتح الجهاز جزئياً واستخدام الشاشة الخارجية كمعاينة. هذه الميزة تتيح للمستخدمين الاستفادة من أفضل مستشعرات الكاميرا المتاحة في الجهاز لالتقاط صور شخصية عالية الجودة.
البطارية والشحن: كفاءة محسنة
يحتوي Galaxy Z Fold 5 على بطارية بسعة 4400 مللي أمبير في الساعة، وهي نفس سعة بطارية Z Fold 4. على الرغم من عدم وجود زيادة في السعة، فإن التحسينات الرئيسية في كفاءة الطاقة لمعالج Snapdragon 8 Gen 2 for Galaxy والتحسينات البرمجية التي قامت بها سامسونج تؤدي إلى عمر بطارية أفضل بشكل ملحوظ في الاستخدام الفعلي. يمكن للجهاز الآن الصمود لفترة أطول بشحنة واحدة، حتى مع الاستخدام المكثف للشاشة الداخلية الكبيرة.
يدعم الجهاز الشحن السلكي السريع بقدرة 25 واط، وهو نفس معدل الشحن في الجيل السابق. هذا المعدل ليس الأسرع في السوق مقارنة ببعض المنافسين، لكنه كافٍ لشحن الجهاز بالكامل في حوالي 80 دقيقة. يدعم الجهاز أيضاً الشحن اللاسلكي السريع بقدرة 15 واط والشحن اللاسلكي العكسي بقدرة 4.5 واط، مما يسمح بشحن الأجهزة الأخرى مثل السماعات أو الساعات الذكية بوضعها على ظهر الهاتف.
تحسينات كفاءة الطاقة
يعود الفضل الأكبر في تحسين عمر البطارية إلى الكفاءة الحرارية وكفاءة استهلاك الطاقة لمعالج Snapdragon 8 Gen 2 for Galaxy. هذا المعالج يولد حرارة أقل ويستهلك طاقة أقل عند أداء المهام المختلفة، مما يقلل الضغط على البطارية. بالإضافة إلى ذلك، تعمل سامسونج باستمرار على تحسين إدارة الطاقة في نظام التشغيل One UI، مما يساهم في إطالة عمر البطارية من خلال تحسينات في وضع الاستعداد وإدارة الخلفية للتطبيقات.
على الرغم من أن عمر البطارية لا يزال تحدياً في الهواتف القابلة للطي بسبب وجود شاشتين كبيرتين، فإن Z Fold 5 يقدم أداءً مقبولاً لمعظم المستخدمين خلال يوم كامل من الاستخدام المعتدل. المستخدمون الذين يعتمدون بشكل كبير على الشاشة الداخلية والألعاب قد يحتاجون إلى إعادة شحن الجهاز قبل نهاية اليوم.
البرمجيات وتجربة المستخدم
يعمل Galaxy Z Fold 5 بنظام التشغيل Android 13 مع واجهة المستخدم One UI 5.1.1 من سامسونج، وهي واجهة محسنة خصيصاً للاستفادة من عامل الشكل القابل للطي. تقدم One UI مجموعة واسعة من الميزات التي تعزز الإنتاجية وتعدد المهام على الشاشة الداخلية الكبيرة.
من أبرز هذه الميزات شريط المهام (Taskbar) المحسن، والذي يظهر في أسفل الشاشة الداخلية ويوفر وصولاً سريعاً إلى التطبيقات المفضلة والتطبيقات المستخدمة مؤخراً. يمكن للمستخدمين سحب وإفلات الأيقونات من شريط المهام لفتح تطبيقات في وضع تقسيم الشاشة بسهولة. تدعم الشاشة الداخلية أيضاً فتح ما يصل إلى ثلاثة تطبيقات في وقت واحد في وضع تقسيم الشاشة، بالإضافة إلى النوافذ المنبثقة، مما يجعلها منصة قوية لتعدد المهام.
وضع Flex Mode المحسن
يستفيد Z Fold 5 بشكل كبير من وضع Flex Mode، الذي يصبح أكثر استقراراً وسهولة في الاستخدام بفضل المفصل الجديد. عند طي الجهاز جزئياً، تتكيف واجهة المستخدم تلقائياً لعرض المحتوى في النصف العلوي من الشاشة وعناصر التحكم في النصف السفلي. تم تحسين هذا الوضع لدعم المزيد من التطبيقات، مما يتيح تجارب فريدة مثل مشاهدة الفيديو على النصف العلوي أثناء تصفح التعليقات في النصف السفلي، أو التقاط الصور بزوايا إبداعية.
تواصل سامسونج أيضاً تحسين تكامل قلم S Pen Fold Edition مع الشاشة الداخلية. يوفر القلم تجربة كتابة ورسم طبيعية، ويضيف طبقة إضافية من الإنتاجية للمستخدمين الذين يحتاجون إلى تدوين الملاحظات بسرعة أو الرسم بدقة. على الرغم من أن القلم لا يأتي مدمجاً في الجهاز مثل سلسلة Note/Ultra، إلا أنه ملحق قيم يعزز من قدرات الجهاز.
الخلاصة
يمثل Samsung Galaxy Z Fold 5 تحسيناً تدريجياً ولكنه مهم على سابقه. لم تُحدث سامسونج تغييرات جذرية، بل ركزت على صقل التجربة الحالية، خاصة من خلال المفصل الجديد الذي يجعل الجهاز أنحف وأخف ويغلق بشكل مسطح تماماً. هذا التحسين في التصميم، بالإضافة إلى قوة الأداء الهائلة بفضل معالج Snapdragon 8 Gen 2 for Galaxy، وكفاءة الطاقة المحسنة التي تؤدي إلى عمر بطارية أفضل، تجعل منه واحداً من أفضل الهواتف القابلة للطي المتاحة في السوق.
على الرغم من أن نظام الكاميرا لم يشهد ترقية كبيرة في الأجهزة، إلا أن معالجة الصور المحسنة تساهم في الحصول على نتائج أفضل. الشاشات لا تزال تقدم تجربة مشاهدة ممتازة مع سطوع أعلى. يظل السعر المرتفع والتجعد المرئي في الشاشة الداخلية تحديين، لكن بالنسبة للمستخدمين الذين يبحثون عن جهاز يجمع بين قابلية حمل الهاتف الذكي وقوة إنتاجية الجهاز اللوحي في حزمة واحدة متطورة، فإن Galaxy Z Fold 5 يقدم تجربة متكاملة ومقنعة للغاية. إنه يمثل ذروة تكنولوجيا الهواتف القابلة للطي من سامسونج حتى الآن.