مواصفات جهاز Samsung Galaxy Tab S2 وتصميمه النحيف والخفيف

يُعد جهاز Samsung Galaxy Tab S2، الذي أطلقته سامسونج في منتصف عام 2015، مثالاً بارزاً على التطور في تصميم الأجهزة اللوحية، حيث ركز بشكل كبير على تحقيق أقصى درجات النحافة والخفة. لم يكن الجهاز مجرد تحديث للمواصفات الداخلية، بل مثل نقلة نوعية في كيفية إدراك الجهاز اللوحي كأداة محمولة للغاية ومريحة للاستخدام لفترات طويلة. كان الهدف واضحاً: تقديم تجربة استخدام لا ترهق اليد أو العين، مع الحفاظ على الأداء القوي والشاشة الممتازة التي اشتهرت بها سامسونج.

كانت الأجهزة اللوحية في تلك الفترة تتجه نحو أحجام شاشات أكبر، لكن Tab S2 جاء ليؤكد أن عامل الشكل لا يزال مهماً للغاية. لقد أثبت أن الجهاز اللوحي يمكن أن يكون نحيفاً وخفيفاً لدرجة تجعله رفيقاً مثالياً للقراءة، تصفح الويب، ومشاهدة المحتوى أثناء التنقل. هذا التركيز على قابلية الحمل كان نقطة بيع رئيسية ميزت الجهاز عن منافسيه، بمن فيهم أجهزة آيباد التي كانت تعتبر المعيار في السوق.

تصميم نحيف وخفيف: السمة الأبرز

عند الحديث عن Galaxy Tab S2، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو تصميمه المذهل. جاء الجهاز بسماكة لا تتجاوز 5.6 ملم، مما جعله أحد أنحف الأجهزة اللوحية في العالم وقت إطلاقه. هذا الرقم لم يكن مجرد رقم تسويقي، بل كان له تأثير حقيقي على تجربة المستخدم اليومية. حمل الجهاز أو وضعه في حقيبة كان أمراً سهلاً للغاية، وشعور النحافة الفائقة كان لافتاً للنظر.

لم تقتصر الميزة على السماكة فحسب، بل امتدت إلى الوزن أيضاً. وزن نسخة 9.7 بوصة كان حوالي 389 جراماً، بينما كانت نسخة 8.0 بوصة أخف وزناً بكثير عند حوالي 265 جراماً. هذه الأوزان كانت خفيفة بشكل ملحوظ مقارنة بالأجهزة اللوحية الأخرى من نفس الفئة والحجم في ذلك الوقت. النتيجة كانت جهازاً لوحياً يمكن حمله بيد واحدة لفترات طويلة دون الشعور بالإرهاق، وهو أمر حيوي للقراءة أو مشاهدة فيلم.

المواد المستخدمة في الهيكل

على الرغم من النحافة والخفة، لم تشعر سامسونج بالصلابة. استخدمت سامسونج إطاراً معدنياً يحيط بالجهاز، مما يوفر بنية قوية ومتينة. الجزء الخلفي كان مصنوعاً من البلاستيك عالي الجودة بلمسة ناعمة، مما يمنح قبضة مريحة ويقلل من الانزلاق. هذا المزيج بين المعدن والبلاستيك ساهم في تحقيق التوازن المثالي بين الوزن، المتانة، والشعور الفاخر.

كانت جودة التصنيع بشكل عام ممتازة، وهو أمر متوقع من جهاز رائد من سامسونج. الأزرار كانت ثابتة وسهلة الوصول إليها، والمنافذ كانت مرتبة بشكل منطقي. لم تكن هناك أي نقاط ضعف واضحة في الهيكل، مما يعزز الشعور بأن الجهاز مصمم ليدوم. التصميم البسيط والأنيق، المتوفر بألوان مثل الأسود والأبيض والذهبي، أكمل المظهر الجذاب للجهاز.

الشاشة: تجربة بصرية غامرة

لطالما كانت شاشات سامسونج Super AMOLED نقطة قوة رئيسية في أجهزتها، وGalaxy Tab S2 لم يكن استثناءً. جاء الجهاز بشاشة Super AMOLED مذهلة بدقة QXGA (2048 × 1536 بكسل). هذه الدقة العالية على حجمي 8.0 و 9.7 بوصة نتج عنها كثافة بكسلات ممتازة، مما يعني صوراً ونصوصاً حادة للغاية وواضحة.

ما يميز شاشات Super AMOLED هو قدرتها على عرض ألوان غنية وحيوية، بالإضافة إلى تباين لا نهائي بفضل البيكسلات السوداء الحقيقية (التي يتم إيقافها تماماً). هذا ينتج عنه درجات لون أسود عميقة جداً وألوان زاهية تجعل مشاهدة الأفلام والصور تجربة ممتعة للغاية. كما أن زوايا الرؤية كانت واسعة جداً، مما يتيح مشاهدة الشاشة بوضوح من أي زاوية تقريباً.

نسبة العرض إلى الارتفاع 4:3

اتخذت سامسونج قراراً بتغيير نسبة العرض إلى الارتفاع في Tab S2 من 16:9/16:10 في الأجيال السابقة إلى 4:3. هذا التغيير كان مهماً جداً لأنه جعل الشاشة أقرب إلى شكل الورقة أو الكتاب، مما يجعله مثالياً لمهام مثل قراءة الكتب الإلكترونية، تصفح الويب، وتحرير المستندات. على الرغم من أن نسبة 16:9 قد تكون أفضل لمشاهدة الأفلام (حيث تظهر أشرطة سوداء أقل)، إلا أن نسبة 4:3 توفر مساحة عرض أكبر للمحتوى العمودي والأفقي على حد سواء في معظم الاستخدامات اليومية.

كانت سطوع الشاشة جيداً أيضاً، مما يتيح استخدام الجهاز في ظروف إضاءة مختلفة، بما في ذلك تحت ضوء الشمس المباشر إلى حد ما. كانت الشاشة تستجيب بشكل جيد للمس وتدعم اللمس المتعدد بسلاسة. بشكل عام، كانت شاشة Galaxy Tab S2 واحدة من أفضل الشاشات المتوفرة في الأجهزة اللوحية في ذلك الوقت، وقدمت تجربة بصرية لا تزال مقبولة حتى بمعايير اليوم.

الأداء والمواصفات الداخلية

تحت الغطاء النحيف، احتوى Galaxy Tab S2 على مواصفات قوية سمحت له بتقديم أداء سلس لمعظم المهام. تم تشغيل الجهاز بواسطة معالج Exynos 5433 ثماني النواة من سامسونج. هذا المعالج كان يتكون من مجموعتين من الأنوية: أربع أنوية Cortex-A57 عالية الأداء بتردد 1.9 جيجاهرتز، وأربع أنوية Cortex-A53 موفرة للطاقة بتردد 1.3 جيجاهرتز. هذا التكوين الهجين سمح للجهاز بتقديم أداء قوي عند الحاجة وتوفير الطاقة عند القيام بمهام أقل تطلباً.

تم إقران المعالج بذاكرة وصول عشوائي (RAM) بسعة 3 جيجابايت. كانت هذه السعة كافية لتشغيل تطبيقات متعددة في وقت واحد والانتقال بينها بسلاسة دون تباطؤ ملحوظ. بالنسبة للتخزين الداخلي، توفر الجهاز بخيارات 32 جيجابايت و 64 جيجابايت. الأهم من ذلك، دعم الجهاز توسيع التخزين عبر بطاقة microSD حتى 128 جيجابايت (ولاحقاً حتى 256 جيجابايت مع تحديثات البرامج)، وهي ميزة مهمة للمستخدمين الذين يحتاجون إلى مساحة كبيرة للملفات والوسائط.

الأداء في المهام اليومية والألعاب

في الاستخدام اليومي، كان Tab S2 سريع الاستجابة وسلساً. فتح التطبيقات، تصفح الويب، التنقل بين القوائم، كل ذلك تم بسرعة وبدون تأخير. كان المعالج قادراً على التعامل مع معظم التطبيقات المتاحة في ذلك الوقت بكفاءة. حتى المهام الأكثر تطلباً مثل تحرير الصور أو تشغيل مقاطع الفيديو عالية الدقة كانت تتم بشكل جيد.

بالنسبة للألعاب، كان معالج الرسوميات Mali-T760MP6 قادراً على تشغيل معظم الألعاب ثلاثية الأبعاد المتاحة على متجر جوجل بلاي في عام 2015 بإعدادات رسومية جيدة. الألعاب التي تتطلب رسوميات مكثفة قد تحتاج إلى خفض بعض الإعدادات للحصول على معدل إطارات سلس، لكن بشكل عام، كانت تجربة الألعاب مرضية لجهاز لوحي بهذا الحجم والنحافة.

الكاميرات

على الرغم من أن الكاميرات ليست عادةً نقطة التركيز الرئيسية في الأجهزة اللوحية مقارنة بالهواتف الذكية، إلا أن Galaxy Tab S2 جاء بكاميرات مقبولة لأخذ لقطات سريعة أو إجراء مكالمات فيديو. احتوى الجهاز على كاميرا خلفية بدقة 8 ميجابكسل مع فتحة عدسة f/1.9. كانت هذه الكاميرا قادرة على التقاط صور جيدة في ظروف الإضاءة الجيدة، مع تفاصيل مقبولة وألوان طبيعية إلى حد ما.

لم تكن الكاميرا الخلفية تحتوي على فلاش LED، مما يحد من قدرتها في ظروف الإضاءة المنخفضة. ومع ذلك، كانت مناسبة لمسح المستندات أو التقاط صور للملاحظات السريعة. الكاميرا الأمامية جاءت بدقة 2.1 ميجابكسل مع فتحة عدسة f/2.2. كانت هذه الكاميرا كافية لإجراء مكالمات الفيديو بجودة مقبولة والتقاط صور سيلفي أساسية. جودة الفيديو المسجل بالكاميرا الخلفية كانت تصل إلى 1440p بمعدل 30 إطاراً في الثانية.

البطارية

نظراً للتصميم النحيف للغاية، كان حجم البطارية تحدياً. جاءت نسخة 9.7 بوصة ببطارية سعة 5870 مللي أمبير، بينما جاءت نسخة 8.0 بوصة ببطارية سعة 4000 مللي أمبير. على الرغم من أن هذه الأرقام قد تبدو متواضعة مقارنة ببعض الأجهزة اللوحية الأخرى، إلا أن كفاءة معالج Exynos وشاشة Super AMOLED ساهمت في تحقيق عمر بطارية معقول.

في الاستخدام المعتدل الذي يشمل تصفح الويب، مشاهدة بعض مقاطع الفيديو، وقراءة الكتب الإلكترونية، كان الجهاز قادراً على الصمود ليوم كامل أو أكثر. الاستخدام المكثف مثل تشغيل الألعاب أو مشاهدة الفيديو عالي الدقة لفترات طويلة كان يستنزف البطارية بشكل أسرع. بشكل عام، كان عمر البطارية كافياً لمعظم المستخدمين الذين لا يعتمدون على الجهاز اللوحي كجهاز عمل رئيسي لساعات طويلة متواصلة بعيداً عن مصدر الطاقة.

البرمجيات وتجربة المستخدم

تم إطلاق Galaxy Tab S2 في البداية بنظام التشغيل أندرويد 5.0.2 لولي بوب، وتم تحديثه لاحقاً إلى إصدارات أحدث مثل أندرويد 6.0 مارشميلو وأندرويد 7.0 نوجا. عمل الجهاز بواجهة سامسونج المخصصة، TouchWiz، والتي كانت تقدم مجموعة من الميزات الإضافية فوق نظام أندرويد الخام. كانت الواجهة في ذلك الوقت قد تحسنت بشكل ملحوظ مقارنة بالإصدارات الأقدم، حيث أصبحت أخف وأكثر سلاسة.

قدمت سامسونج ميزات مفيدة مثل تقسيم الشاشة لتشغيل تطبيقين جنباً إلى جنب، وهي ميزة مفيدة جداً على شاشة الجهاز اللوحي. كما تضمن الجهاز تطبيقات سامسونج المعتادة مثل Samsung Notes ومتجر Galaxy Apps. كانت تجربة المستخدم بشكل عام سلسة وممتعة، خاصة مع التحديثات التي حسنت الأداء واستقرار النظام. وجود مستشعر بصمة الإصبع المدمج في زر الهوم كان إضافة مرحب بها لزيادة الأمان وسهولة فتح قفل الجهاز.

خيارات الاتصال

قدم Galaxy Tab S2 خيارات اتصال قياسية تشمل Wi-Fi 802.11 a/b/g/n/ac مزدوج النطاق (2.4GHz و 5GHz)، ودعم Wi-Fi Direct و hotspot. كما توفرت نسخ تدعم الاتصال الخلوي (4G LTE) باستخدام شريحة Nano-SIM، مما يتيح للمستخدمين الاتصال بالإنترنت أثناء التنقل دون الاعتماد على شبكات Wi-Fi.

تضمن الجهاز أيضاً تقنية بلوتوث 4.1 لنقل البيانات والاتصال بالأجهزة الطرفية مثل سماعات الرأس ولوحات المفاتيح اللاسلكية. كان منفذ الشحن ونقل البيانات هو microUSB 2.0، وهو المنفذ السائد في ذلك الوقت قبل انتشار USB-C. كما احتوى الجهاز على منفذ سماعات رأس قياسي مقاس 3.5 ملم.

مكانة الجهاز في السوق والجمهور المستهدف

عند إطلاقه، وضع Galaxy Tab S2 نفسه كمنافس مباشر لأجهزة Apple iPad Air 2 و iPad Mini 4. كان يتميز عنهما بشكل أساسي في النحافة الفائقة والوزن الخفيف، بالإضافة إلى شاشة Super AMOLED بألوانها الزاهية. كان الجهاز يستهدف المستخدمين الذين يبحثون عن جهاز لوحي متميز في قابلية الحمل، مناسب للقراءة ومشاهدة المحتوى، مع أداء قوي بما يكفي للمهام اليومية والمتوسطة.

لم يكن الجهاز مصمماً ليحل محل الكمبيوتر المحمول للمهام الثقيلة، ولكنه كان رفيقاً ممتازاً للمستخدمين الذين يحتاجون إلى جهاز لوحي خفيف الوزن للسفر، الدراسة، أو الاستخدام الترفيهي في المنزل. سعره كان يعكس موقعه كجهاز رائد، مما يجعله خياراً للمستخدمين المستعدين للاستثمار في تجربة جهاز لوحي متميزة.

خلاصة

في الختام، كان Samsung Galaxy Tab S2 جهازاً لوحياً رائعاً وقت إطلاقه، ولا يزال يحتفظ بالعديد من نقاط القوة حتى اليوم كخيار في سوق الأجهزة المستعملة أو لمن يبحث عن جهاز لوحي أساسي. تصميمه النحيف والخفيف بشكل استثنائي كان ولا يزال أبرز ما يميزه، مقدماً مستوى من قابلية الحمل كان رائداً في فئته. الشاشة Super AMOLED كانت تقدم تجربة بصرية ممتازة، والأداء كان كافياً لمعظم الاستخدامات. على الرغم من بعض القيود مثل عمر البطارية المتوسط وعدم وجود فلاش للكاميرا الخلفية، إلا أن Tab S2 نجح في تقديم حزمة متوازنة جذبت العديد من المستخدمين الذين يقدرون التصميم الأنيق والراحة في الاستخدام. لقد ترك الجهاز بصمة واضحة في سوق الأجهزة اللوحية كدليل على أن الابتكار في عامل الشكل يمكن أن يكون بنفس أهمية الابتكار في المواصفات الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى