تحليل مفصل لمواصفات هاتف OPPO Find N2 وتحسينات الطي

يُعد هاتف OPPO Find N2 خطوة مهمة في تطور الهواتف القابلة للطي، حيث يمثل الجيل الثاني من تجربة أوبو في هذا القطاع الناشئ. قدم الجهاز تحسينات ملحوظة مقارنة بسابقه، مع التركيز على جعل عامل الشكل القابل للطي أكثر عملية ومتانة وسهولة في الاستخدام اليومي. استعرضت أوبو من خلاله رؤيتها لمستقبل الأجهزة المحمولة التي تجمع بين قابلية الحمل وشاشات أكبر للمهام المتعددة واستهلاك المحتوى.

ركزت الشركة الصينية بشكل أساسي على معالجة أبرز التحديات التي تواجه الهواتف القابلة للطي، وهي الوزن، وسُمك الجهاز، ومتانة المفصل، ووضوح تجعّد الشاشة الداخلية. جاء Find N2 ليقدم حلولاً مبتكرة لهذه النقاط، مما يجعله منافساً قوياً في سوق يشهد تسارعاً في الابتكار. يستهدف الجهاز المستخدمين الذين يبحثون عن جهاز واحد يجمع بين وظائف الهاتف الذكي والشاشة الكبيرة المشابهة للحاسوب اللوحي.

التصميم وميكانيكية الطي المحسنة

يبرز هاتف OPPO Find N2 بتصميمه الأنيق والمدمج مقارنة بالعديد من الهواتف القابلة للطي الأخرى في السوق. اهتمت أوبو بتقليل الأبعاد والوزن بشكل كبير، مما يجعله أكثر راحة عند حمله واستخدامه في وضع الهاتف المغلق. استخدمت الشركة مواد خفيفة الوزن وعالية القوة في بناء الهيكل، مما ساهم في تحقيق هذا الهدف دون التضحية بالمتانة.

الجيل الثاني من مفصل Flexion

يكمن جوهر تحسينات Find N2 في مفصله الجديد، الذي أطلقت عليه أوبو اسم "الجيل الثاني من مفصل Flexion". تم إعادة تصميم هذا المفصل بالكامل ليصبح أصغر حجماً وأخف وزناً وأكثر قوة. استخدمت أوبو مواد مركبة متطورة، بما في ذلك ألياف الكربون، لتقليل عدد المكونات الداخلية وزيادة صلابتها في آن واحد.

ساهم المفصل الجديد في تقليل الوزن الكلي للجهاز بشكل ملحوظ مقارنة بالجيل الأول، حيث أصبح Find N2 أخف هاتف قابل للطي من نوع "الكتاب" عند إطلاقه. كما أن التصميم المحسن قلل بشكل فعال من الفجوة التي تظهر عادة بين نصفي الشاشة عند طي الجهاز. هذا يمنح الجهاز مظهراً أكثر تكاملاً ويقلل من دخول الغبار أو الأوساخ.

بالإضافة إلى ذلك، صُمم مفصل Flexion الجديد لتقليل ظهور التجعّد في الشاشة الداخلية إلى أدنى حد ممكن. عند فتح الجهاز، تبدو الشاشة مسطحة بشكل لافت للنظر، مما يوفر تجربة مشاهدة وقراءة أكثر سلاسة. يدعم المفصل أيضاً وضعيات طي متعددة، مما يسمح بوضع الجهاز على سطح مستوٍ بزوايا مختلفة للاستخدام في وضعية FlexForm للتصوير أو مشاهدة المحتوى دون الحاجة لحامل.

الشاشات: التجربة البصرية

يقدم OPPO Find N2 شاشتين عاليتي الجودة توفران تجربة بصرية ممتازة سواء كان الجهاز مطوياً أو مفتوحاً. كل شاشة مصممة لخدمة غرض معين، وتعملان معاً بتناغم لتوفير مرونة في الاستخدام. الشاشتان تتميزان بألوان غنية وسطوع عالٍ ومعدلات تحديث سريعة.

الشاشة الخارجية

تأتي الشاشة الخارجية لهاتف Find N2 بحجم مناسب للاستخدام بيد واحدة، مما يجعله يعمل كهاتف ذكي تقليدي عند الطي. تبلغ مساحة هذه الشاشة 5.54 بوصة، وهي من نوع AMOLED وتدعم معدل تحديث يبلغ 120 هرتز. يوفر هذا المعدل تجربة تمرير سلسة واستجابة سريعة للمس.

تتميز الشاشة الخارجية بنسبة عرض إلى ارتفاع قريبة من الهواتف التقليدية (18:9)، مما يسهل استخدام التطبيقات المعتادة دون مشاكل في التوافق. سطوع الشاشة عالٍ بما يكفي لرؤيتها بوضوح تحت أشعة الشمس المباشرة. تُعد هذه الشاشة نقطة قوة رئيسية في Find N2، حيث لا يضطر المستخدم لفتح الجهاز لكل مهمة بسيطة.

الشاشة الداخلية القابلة للطي

عند فتح الجهاز، تظهر الشاشة الداخلية الكبيرة التي تحول Find N2 إلى جهاز لوحي صغير. تبلغ مساحة هذه الشاشة 7.1 بوصة، وهي أيضاً من نوع AMOLED وتستخدم تقنية LTPO. تسمح تقنية LTPO بتغيير معدل التحديث بشكل تكيفي من 1 هرتز إلى 120 هرتز حسب المحتوى المعروض، مما يساهم في توفير استهلاك الطاقة.

تتميز الشاشة الداخلية بدقة عرض عالية وألوان دقيقة وحيوية، وتدعم مجموعة واسعة من معايير الألوان. السطوع الأقصى لهذه الشاشة مرتفع أيضاً، مما يضمن رؤيتها بوضوح في مختلف ظروف الإضاءة. بفضل المفصل المحسن، فإن التجعّد في منتصف الشاشة يكاد يكون غير محسوس عند النظر إليها مباشرة، ويظهر فقط عند الانعكاسات القوية أو لمسها.

الأداء وقوة المعالجة

لضمان تقديم تجربة سلسة وقوية تتناسب مع طبيعة الجهاز القابل للطي وقدراته على المهام المتعددة، زودت أوبو هاتف Find N2 بمعالج رائد. يعتمد الجهاز على منصة Snapdragon 8+ Gen 1 من كوالكوم، والتي كانت من أقوى المعالجات المتاحة عند إطلاق الجهاز. يوفر هذا المعالج أداءً استثنائياً في جميع السيناريوهات.

سواء كنت تتصفح الويب، تشاهد مقاطع الفيديو بدقة عالية، تلعب أحدث الألعاب ذات الرسوميات المكثفة، أو تستخدم تطبيقات متعددة في وقت واحد على الشاشة الكبيرة، فإن المعالج يضمن استجابة سريعة وخالية من التأخير. يقترن المعالج بذاكرة وصول عشوائي (RAM) من نوع LPDDR5 وسعة تخزين داخلية سريعة من نوع UFS 3.1، مما يساهم في سرعة فتح التطبيقات ونقل البيانات.

تم الاهتمام أيضاً بأنظمة التبريد الداخلية لضمان الحفاظ على أداء مستقر تحت الضغط لفترات طويلة. هذا مهم بشكل خاص في الأجهزة القابلة للطي حيث قد تكون المساحة الداخلية محدودة. يقدم Find N2 أداءً يمكن الاعتماد عليه للمستخدمين الذين يحتاجون إلى قوة معالجة كبيرة في جهاز مرن.

نظام الكاميرات: شراكة Hasselblad

لم تغفل أوبو عن أهمية تجربة التصوير الفوتوغرافي في هاتفها الرائد القابل للطي. زودت Find N2 بنظام كاميرات خلفي متعدد العدسات تم تطويره بالتعاون مع شركة Hasselblad المتخصصة في التصوير. تهدف هذه الشراكة إلى تقديم جودة صور ممتازة وألوان طبيعية ودقيقة.

تتكون الكاميرا الخلفية الرئيسية من مستشعر بدقة 50 ميجابكسل، غالباً ما يكون من نوع Sony IMX890، ويتميز بفتحة عدسة واسعة ودعم للتثبيت البصري للصورة (OIS). تلتقط هذه الكاميرا صوراً غنية بالتفاصيل وذات نطاق ديناميكي واسع في ظروف الإضاءة المختلفة. الألوان التي تنتجها الكاميرا، بفضل معالجة Hasselblad، تبدو واقعية وجذابة.

يضم النظام أيضاً كاميرا بزاوية فائقة الاتساع بدقة 48 ميجابكسل، وهي مثالية لالتقاط المناظر الطبيعية أو الصور الجماعية الكبيرة. توفر هذه الكاميرا مجال رؤية واسعاً مع تصحيح جيد للتشوه عند الحواف. بالإضافة إلى ذلك، توجد كاميرا مقربة (Telephoto) بدقة 32 ميجابكسل توفر تقريباً بصرياً، مما يسمح بالتقاط صور لأهداف بعيدة بوضوح.

يحتوي الجهاز أيضاً على كاميرتين أماميتين: واحدة في الشاشة الخارجية والأخرى في الشاشة الداخلية. هذا يوفر مرونة في التقاط صور السيلفي أو إجراء مكالمات الفيديو سواء كان الجهاز مطوياً أو مفتوحاً. تدعم الكاميرات الخلفية أيضاً تسجيل الفيديو بدقة عالية مع خيارات تثبيت متقدمة.

البطارية والشحن

يمثل عمر البطارية تحدياً شائعاً في الهواتف القابلة للطي بسبب وجود شاشتين ومكونات داخلية تتطلب طاقة. زودت أوبو هاتف Find N2 ببطارية ذات سعة كبيرة نسبياً تبلغ 4520 مللي أمبير في الساعة. هذه السعة مصممة لتوفير طاقة كافية ليوم كامل من الاستخدام المعتدل إلى المكثف، مع الأخذ في الاعتبار التبديل بين الشاشتين.

لدعم هذه البطارية، يدعم الجهاز تقنية الشحن السريع SuperVOOC من أوبو بقوة 67 واط. تسمح هذه التقنية بشحن البطارية بالكامل في وقت قصير جداً، مما يقلل من القلق بشأن نفاد الطاقة خلال اليوم. يُعد الشحن السريع ميزة مهمة تعوض عن أي استنزاف محتمل للبطارية نتيجة استخدام الشاشة الكبيرة أو المهام المتعددة.

من الجدير بالذكر أن هاتف Find N2 لا يدعم الشحن اللاسلكي، وهو قرار قد يكون مرتبطاً بالحفاظ على سُمك الجهاز ووزنه ضمن الحدود المستهدفة. ومع ذلك، فإن سرعة الشحن السلكي العالية تعوض إلى حد كبير عن غياب هذه الميزة بالنسبة لمعظم المستخدمين.

البرمجيات وتجربة المستخدم

يعمل هاتف OPPO Find N2 بنظام التشغيل Android مع واجهة المستخدم المخصصة من أوبو، ColorOS. بذلت أوبو جهوداً كبيرة لتكييف واجهة المستخدم لتناسب عامل الشكل القابل للطي، مما يوفر تجربة سلسة وبديهية عند استخدام الشاشتين. تم تطوير العديد من الميزات البرمجية للاستفادة القصوى من الشاشة الداخلية الكبيرة.

تشمل هذه الميزات تحسينات على وضع تقسيم الشاشة (Split Screen) والنوافذ العائمة (Floating Windows)، مما يسهل تشغيل تطبيقين أو أكثر في وقت واحد على الشاشة الكبيرة. يمكن سحب وإفلات المحتوى بين التطبيقات بسهولة، مما يعزز الإنتاجية. كما تدعم الواجهة وضع FlexForm، والذي يقوم تلقائياً بتعديل واجهة التطبيقات المدعومة عند طي الجهاز جزئياً، مثل عرض عناصر التحكم في الكاميرا في النصف السفلي ومعاينة الصورة في النصف العلوي.

تُعد تجربة التبديل بين الشاشة الخارجية والداخلية سلسة وسريعة، حيث تنتقل التطبيقات بين الشاشتين دون تأخير ملحوظ. توفر ColorOS أيضاً خيارات تخصيص متنوعة وتكاملات مع خدمات أوبو الأخرى. بشكل عام، تقدم البرمجيات تجربة مستخدم محسنة مصممة خصيصاً للأجهزة القابلة للطي.

مقارنة وتحسينات عن الجيل السابق

يمثل OPPO Find N2 تطوراً كبيراً مقارنة بالجيل الأول، Find N. التحسين الأكثر وضوحاً هو في التصميم والوزن؛ أصبح Find N2 أخف وزناً وأقل سُمكاً بشكل ملفت، مما يجعله أكثر عملية للحمل اليومي. هذا التخفيض في الوزن والسُمك يرجع بشكل أساسي إلى المفصل الجديد المحسن.

كما تم تحسين جودة الشاشات، خاصة الشاشة الخارجية التي أصبحت تدعم معدل تحديث 120 هرتز، مما يوفر تجربة أكثر سلاسة. تم أيضاً تقليل وضوح تجعّد الشاشة الداخلية بفضل المفصل الجديد. من ناحية الأداء، الانتقال إلى معالج Snapdragon 8+ Gen 1 يوفر قفزة كبيرة في القوة والكفاءة مقارنة بمعالج الجيل السابق.

شهد نظام الكاميرات أيضاً ترقية كبيرة، مع مستشعرات جديدة وشراكة مع Hasselblad التي أثرت إيجاباً على جودة الصور. على الرغم من أن سعة البطارية لم تتغير بشكل جذري، إلا أن كفاءة المعالج الجديد وسرعة الشحن المحسنة تساهم في تجربة طاقة أفضل. البرمجيات أيضاً أصبحت أكثر نضجاً وتكيفاً مع عامل الشكل الجديد.

التحديات والآفاق المستقبلية

على الرغم من التحسينات الكبيرة، لا تزال الهواتف القابلة للطي مثل Find N2 تواجه بعض التحديات. السعر المرتفع يظل حاجزاً رئيسياً أمام الانتشار الواسع لهذه التقنية. كما أن المتانة على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بالشاشة القابلة للطي والمفصل، تظل مصدر قلق لبعض المستخدمين، على الرغم من التحسينات التي طرأت.

تُعد توفر الجهاز في الأسواق العالمية تحدياً آخر، حيث غالباً ما تطلق أوبو هواتفها القابلة للطي في السوق الصيني أولاً. ومع ذلك، فإن النجاح الذي تحققه هذه الأجهزة يشير إلى أن أوبو ملتزمة بالاستثمار في هذا المجال. يُتوقع أن تستمر الشركة في تحسين تكنولوجيا الطي، مع التركيز على تقليل التجعّد بشكل أكبر، وزيادة المتانة، وربما تقديم مقاومة أفضل للماء والغبار في الأجيال القادمة.

الآفاق المستقبلية للهواتف القابلة للطي تبدو واعدة، حيث تسعى الشركات لجعلها أكثر إتاحة وعملية. يساهم Find N2 بشكل كبير في دفع هذا التطور، ويقدم لمحة عن كيف يمكن للأجهزة المحمولة أن تتكيف لتلبية احتياجات المستخدمين المتغيرة للمزيد من المساحة على الشاشة دون التضحية بقابلية الحمل.

الخلاصة

يمثل هاتف OPPO Find N2 تحفة هندسية في عالم الهواتف القابلة للطي، حيث نجح في معالجة العديد من نقاط الضعف التي كانت موجودة في الأجيال الأولى من هذه الفئة. بفضل المفصل المحسن الذي قلل الوزن والتجعّد، والشاشات عالية الجودة، والأداء القوي، ونظام الكاميرات المميز، يقدم الجهاز تجربة مستخدم متكاملة وممتعة. على الرغم من التحديات المتمثلة في السعر المرتفع وغياب الشحن اللاسلكي، فإن Find N2 يثبت أن أوبو لاعب رئيسي في سوق الأجهزة القابلة للطي، ويضع معياراً جديداً لما يمكن توقعه من هذه الفئة من الأجهزة في المستقبل القريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى