مقارنة شاشات Samsung Odyssey Neo G8 مقابل G7 – الفروق في المواصفات والأداء

في عالم شاشات الألعاب المتقدمة، تتصدر سامسونج المشهد بتقديمها شاشات Odyssey التي تجمع بين الأداء العالي والتقنيات البصرية المتطورة. ضمن هذه السلسلة، تبرز شاشتا Odyssey Neo G8 وOdyssey Neo G7 كخيارين ممتازين للاعبين والمحترفين على حد سواء، لكنهما يقدمان فروقات جوهرية تلبي احتياجات مختلفة. المقارنة بين هذين العملاقين تتجاوز مجرد الأرقام، لتشمل التجربة الكاملة التي توفرها كل شاشة.
المواصفات الأساسية: نظرة عامة على الفروقات
عند النظر إلى المواصفات الأولية، قد تبدو الشاشتان متشابهتين في بعض الجوانب، لكن الفروقات الدقيقة هي التي تحدث الفارق الأكبر في الأداء والسعر. كلاهما يأتي بحجم 32 بوصة، مما يوفر مساحة عرض واسعة ومريحة للألعاب والمحتوى المتعدد. كلاهما يعتمد على لوحات VA المنحنية بتقنية Mini-LED، مما يعد بتباين استثنائي وألوان غنية.
ومع ذلك، تكمن الفروقات الرئيسية في معدل التحديث، وهو عامل حاسم للاعبين التنافسيين، بالإضافة إلى بعض الفروقات الطفيفة في السطوع أو تنفيذ تقنية الإضاءة الخلفية التي تؤثر على تجربة HDR. هذه الفروقات تجعل كل شاشة مناسبة لفئة معينة من المستخدمين، بناءً على أولوياتهم وميزانيتهم وقوة أجهزتهم الحاسوبية.
الشاشة والدقة: تجربة بصرية بدقة 4K
كلا الشاشتين، Odyssey Neo G8 وNeo G7، تقدمان دقة عرض 4K UHD (3840 × 2160 بكسل)، وهي الدقة القياسية الأعلى المتوفرة حالياً في شاشات الألعاب الاستهلاكية. هذه الدقة توفر تفاصيل حادة للغاية وصورة واضحة، مما يجعل النصوص تبدو أكثر وضوحاً ويسمح للاعبين برؤية أدق التفاصيل في عوالم الألعاب. الانتقال إلى 4K يمثل ترقية كبيرة في الجودة البصرية مقارنة بدقة QHD أو Full HD.
الاعتماد على دقة 4K يعني أن الشاشتين مثاليتان ليس فقط للألعاب التي تدعم هذه الدقة، ولكن أيضاً لمشاهدة الأفلام والمحتوى عالي الجودة والعمل على تطبيقات تتطلب مساحة عمل كبيرة وتفاصيل دقيقة مثل برامج تحرير الفيديو والصور. حجم 32 بوصة مع دقة 4K يوفر كثافة بكسلات مناسبة، مما يضمن عدم ظهور البكسلات بشكل واضح من مسافة المشاهدة العادية.
معدل التحديث وزمن الاستجابة: السرعة القصوى مقابل السرعة الممتازة
هنا يظهر الفارق الأبرز بين الشاشتين، وهو معدل التحديث الأقصى. تتفوق Odyssey Neo G8 بشكل كبير بتقديمها معدل تحديث يبلغ 240 هرتز عند دقة 4K، وهو إنجاز تقني لافت وغير مسبوق في شاشات 4K بهذا الحجم عند إطلاقها. هذا المعدل العالي يعني أن الشاشة يمكنها عرض ما يصل إلى 240 إطاراً في الثانية، مما يؤدي إلى حركة فائقة السلاسة وتقليل ضبابية الحركة بشكل كبير.
في المقابل، تقدم Odyssey Neo G7 معدل تحديث يبلغ 165 هرتز عند دقة 4K. بينما يعتبر 165 هرتز معدلاً ممتازاً ومناسباً جداً لمعظم اللاعبين ويقدم تجربة سلسة للغاية مقارنة بالشاشات التقليدية ذات 60 أو 120 هرتز، فإنه لا يصل إلى السرعة القصوى التي توفرها Neo G8. الفرق بين 165 هرتز و240 هرتز يكون ملحوظاً بشكل أكبر للاعبين المحترفين في الألعاب التنافسية السريعة مثل ألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول (FPS) أو ألعاب السباقات، حيث يمكن للكسور من الثانية أن تحدث فرقاً.
أما بالنسبة لزمن الاستجابة، فكلا الشاشتين تستخدمان لوحات VA سريعة وتقدمان أزمنة استجابة منخفضة (غالباً ما يتم تسويقها بـ 1 مللي ثانية GtG)، وهو أمر ضروري لتجنب "الظلال" (ghosting) خلف الأجسام المتحركة بسرعة. الأداء الفعلي قد يختلف قليلاً بين النموذجين، لكن كلاهما مصمم لتقديم تجربة لعب سريعة ومتجاوبة. زمن الاستجابة المنخفض يكمل معدل التحديث العالي لضمان صورة واضحة وحادة حتى في أكثر اللحظات حيوية في اللعبة.
تقنية اللوحة والإضاءة الخلفية: عمق اللون والتباين
تعتمد كلتا الشاشتين على لوحات VA المنحنية بتقنية Mini-LED للإضاءة الخلفية، وهي تقنية تطلق عليها سامسونج اسم Quantum Matrix Technology. هذه التقنية تستخدم آلاف المصابيح الصغيرة جداً (Mini-LEDs) مقسمة إلى مئات أو حتى آلاف مناطق التعتيم المحلية (Local Dimming Zones). القدرة على التحكم في إضاءة هذه المناطق بشكل مستقل تسمح للشاشة بعرض درجات لون أسود عميقة جداً جنباً إلى جنب مع مناطق ساطعة جداً في نفس المشهد.
هذا التعتيم المحلي يعزز بشكل كبير نسبة التباين، مما ينتج عنه صور أكثر حيوية وواقعية، خاصة في المحتوى الذي يحتوي على مشاهد مظلمة ومشرقة في آن واحد. بينما تتشارك الشاشتان في استخدام تقنية Mini-LED، قد تختلفان في عدد مناطق التعتيم أو في كيفية إدارة الإضاءة، مما قد يؤثر على الأداء الفعلي للتباين والتوزيع الموحد للإضاءة. ومع ذلك، فإن كلا الشاشتين تقدمان أداء HDR مبهراً بفضل هذه التقنية.
الانحناء في كلا الشاشتين يبلغ 1000R، وهو انحناء قوي يهدف إلى محاكاة مجال رؤية العين البشرية لزيادة الانغماس في تجربة اللعب أو المشاهدة. هذا الانحناء قد يكون مفضلاً لبعض المستخدمين الذين يقضون وقتاً طويلاً أمام الشاشة، حيث يمكن أن يقلل من الحاجة لتحريك العينين لمشاهدة أطراف الشاشة، لكنه قد لا يناسب الجميع خاصة من يستخدمون الشاشة للعمل الجاد على الرسوميات أو التصميم حيث قد يسبب الانحناء بعض التشوه الملحوظ في الخطوط المستقيمة.
دعم HDR والسطوع: تجربة بصرية غامرة
كلا الشاشتين تحملان شهادة VESA DisplayHDR 1000، مما يعني أنهما قادرتان على الوصول إلى ذروة سطوع تبلغ 1000 شمعة/متر مربع (nits) أو أكثر في مناطق صغيرة من الشاشة عند عرض محتوى HDR. هذا السطوع العالي، جنباً إلى جنب مع التباين الممتاز الذي توفره تقنية Mini-LED، يسمح بعرض محتوى HDR بتأثير مذهل، مع إبراز التفاصيل في المناطق المظلمة والمشرقة في وقت واحد بطريقة لا تستطيع الشاشات التقليدية محاكاتها.
دعم HDR 1000 يجعل الألعاب والأفلام المصممة بتقنية HDR تبدو أكثر واقعية وحيوية، مع نطاق ألوان أوسع وتدرجات لونية أكثر نعومة. كلا الشاشتين تدعمان تغطية واسعة لنطاق الألوان، غالباً ما تكون قريبة من 95% أو أكثر من نطاق DCI-P3، وهو النطاق المستخدم في صناعة السينما، مما يضمن أن الألوان المعروضة تكون دقيقة ومشبعة.
التوصيلات والميزات الإضافية: المرونة والراحة
للاتصال بأجهزة الكمبيوتر ووحدات التحكم، توفر كلتا الشاشتين مجموعة من المنافذ الحديثة. أهم هذه المنافذ هو HDMI 2.1، وهو ضروري لتحقيق دقة 4K بمعدلات تحديث عالية (120 هرتز أو أكثر) من بطاقات الرسوميات الحديثة ووحدات التحكم مثل PlayStation 5 وXbox Series X. وجود أكثر من منفذ HDMI 2.1 يعد ميزة كبيرة للمستخدمين الذين يرغبون في توصيل عدة أجهزة في وقت واحد.
بالإضافة إلى HDMI 2.1، تتوفر منافذ DisplayPort (غالباً الإصدار 1.4) لتوصيل أجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى منافذ USB لاستخدام الشاشة كموزع (USB hub) لتوصيل الأجهزة الطرفية مثل لوحات المفاتيح والفئران. قد تختلف عدد ونوع منافذ USB بين النموذجين.
تدعم الشاشتان أيضاً تقنيات المزامنة التكيفية مثل AMD FreeSync Premium Pro وربما تكونان متوافقتين مع NVIDIA G-Sync، لضمان تجربة لعب خالية من تقطع الصورة (screen tearing) أو التأتأة (stuttering) عن طريق مزامنة معدل تحديث الشاشة مع معدل إطارات بطاقة الرسوميات. تشمل الميزات الإضافية الأخرى وضع الصورة داخل الصورة (PiP) أو الصورة بجانب الصورة (PbP) لعرض مصادر متعددة في وقت واحد، وإضاءة CoreSync الخلفية التي تتزامن مع ألوان المحتوى المعروض على الشاشة لزيادة الانغماس البصري.
الأداء في الألعاب والاستخدام اليومي: من يختار ماذا؟
الأداء في الألعاب هو مجال التمايز الرئيسي. Odyssey Neo G8 بمعدل تحديث 240 هرتز هي خيار النخبة للاعبين الذين يسعون لتحقيق أقصى أداء ممكن في الألعاب التنافسية. القدرة على رؤية 240 إطاراً في الثانية عند دقة 4K تتطلب بطاقة رسوميات قوية للغاية (في الوقت الحالي، حتى أقوى البطاقات قد تجد صعوبة في تحقيق هذا المعدل في الألعاب الحديثة ذات الإعدادات العالية). لذلك، هذه الشاشة موجهة للاعبين الذين يمتلكون أحدث وأقوى الأجهزة ويريدون الاستفادة القصوى من كل إطار.
Odyssey Neo G7، بمعدل تحديث 165 هرتز، لا تزال تقدم أداءً ممتازاً للألعاب. معدل 165 هرتز يعتبر سريعاً جداً ويوفر تجربة سلسة لمعظم الألعاب، بما في ذلك الألعاب التنافسية غير الاحترافية والألعاب التي تركز على الرسوميات. تتطلب دقة 4K عند 165 هرتز أيضاً بطاقة رسوميات قوية، لكنها أقل تطلباً بشكل ملحوظ من 4K عند 240 هرتز. هذا يجعل Neo G7 خياراً أكثر واقعية للاعبين الذين يمتلكون أجهزة حاسوب متطورة ولكن ليس بالضرورة الأقوى على الإطلاق.
للاستخدام اليومي ومشاهدة المحتوى، كلا الشاشتين تقدمان تجربة بصرية رائعة بفضل دقة 4K وتقنية Mini-LED وHDR 1000. الدقة العالية توفر مساحة عمل كبيرة للمهام الإنتاجية، بينما التباين والألوان الغنية تجعل مشاهدة الأفلام والمسلسلات ممتعة للغاية. الانحناء قد يكون ميزة أو عيباً حسب التفضيل الشخصي ونوع الاستخدام.
التصميم والجماليات: شكل ومضمون
من حيث التصميم الخارجي، تتشارك الشاشتان في لغة تصميم سلسلة Odyssey، والتي تتميز بالإطار النحيف والشكل المستقبلي. الحامل غالباً ما يكون متيناً ويوفر خيارات تعديل متعددة للارتفاع والإمالة والدوران (pivot)، على الرغم من أن الدوران الكامل قد يكون محدوداً بسبب الانحناء الكبير. الإضاءة الخلفية CoreSync الموجودة في الجزء الخلفي من الشاشة تضيف لمسة جمالية ويمكن تخصيصها لتتناسب مع إضاءة الغرفة أو الألوان على الشاشة.
الانحناء القوي (1000R) هو سمة تصميمية رئيسية لكلا النموذجين. هذا الانحناء يساهم في الانغماس البصري كما ذكرنا، ولكنه أيضاً يتطلب مساحة أكبر على المكتب مقارنة بالشاشات المسطحة أو ذات الانحناء الأقل. جودة البناء في كلتا الشاشتين عادة ما تكون عالية، مما يعكس موقعهما كمنتجات متميزة.
السعر والقيمة مقابل المال: استثمار في التجربة
كونهما شاشات من الفئة العليا، فإن كلاً من Odyssey Neo G8 وNeo G7 تأتيان بأسعار مرتفعة. ومع ذلك، فإن Odyssey Neo G8 عادة ما تكون أغلى بشكل ملحوظ من Neo G7. هذا الفارق السعري يعكس بشكل أساسي القدرة على تحقيق معدل تحديث 240 هرتز عند دقة 4K، وهي تقنية حديثة ومكلفة.
السؤال هنا هو ما إذا كان الفارق في الأداء (القفزة من 165 هرتز إلى 240 هرتز) يبرر الفارق في السعر بالنسبة للمستخدم الفردي. بالنسبة للاعبين المحترفين الذين يحتاجون إلى كل ميزة تنافسية ممكنة ويمتلكون الأجهزة اللازمة لدفع الشاشة إلى أقصى حدودها، قد تكون Neo G8 هي الخيار الأمثل بغض النظر عن التكلفة. أما بالنسبة لمعظم المستخدمين الآخرين، بمن فيهم اللاعبون المتحمسون الذين يريدون أفضل تجربة بصرية ممكنة مع أداء لعب ممتاز، فإن Neo G7 تقدم قيمة ممتازة.
Neo G7 توفر نفس الدقة 4K، نفس تقنية Mini-LED المذهلة، ونفس دعم HDR 1000، وكل ذلك بمعدل تحديث 165 هرتز الذي لا يزال سريعاً للغاية، وبتكلفة أقل. هذا يجعلها خياراً أكثر توازناً للكثيرين الذين يبحثون عن شاشة ألعاب متميزة دون دفع أعلى سعر مقابل ميزة قد لا يستفيدون منها بشكل كامل (240 هرتز عند 4K).
من يختار أي شاشة؟ توصيات نهائية
الاختيار بين Samsung Odyssey Neo G8 وNeo G7 يعتمد بشكل كبير على أولوياتك وميزانيتك وقوة جهازك.
اختر Samsung Odyssey Neo G8 إذا كنت:
لاعباً تنافسياً محترفاً أو جاداً للغاية في الألعاب التي تتطلب أعلى معدلات إطارات ممكنة.
تمتلك أحدث وأقوى بطاقة رسوميات في السوق (مثل RTX 4080/4090 أو ما يعادلها) وترغب في دفعها إلى أقصى حدودها.
لا تمانع في دفع علاوة سعرية كبيرة مقابل الحصول على أحدث وأسرع تقنية متاحة في شاشات 4K.
تعطي الأولوية المطلقة للسرعة والسيولة في الحركة فوق كل شيء آخر.
اختر Samsung Odyssey Neo G7 إذا كنت:
لاعباً متحمساً يريد تجربة 4K مذهلة مع أداء HDR ممتاز وتقنية Mini-LED.
تريد شاشة توفر توازناً ممتازاً بين الجودة البصرية (4K، HDR 1000، Mini-LED) والأداء في الألعاب (165 هرتز).
تمتلك بطاقة رسوميات قوية ولكن قد لا تكون الأقوى على الإطلاق (مثل RTX 3080/3090/4070 أو ما يعادلها) والتي ستواجه صعوبة في الوصول إلى 240 إطاراً في الثانية عند 4K في معظم الألعاب.
تبحث عن شاشة ألعاب متميزة من الفئة العليا ولكن بميزانية أقل من سعر Neo G8.
لا ترى أن الفرق بين 165 هرتز و240 هرتز يستحق الزيادة الكبيرة في التكلفة.
في النهاية، كلا الشاشتين تمثلان قمة ما تقدمه سامسونج في عالم شاشات الألعاب حالياً. كلاهما يوفر تجربة بصرية استثنائية بفضل دقة 4K وتقنية Mini-LED ودعم HDR 1000. الفارق الرئيسي يكمن في السرعة القصوى لمعدل التحديث، مما يجعل Neo G8 الخيار الأمثل لمن يسعى لتحقيق أقصى استفادة من أجهزته الفائقة في الألعاب التنافسية، بينما تقدم Neo G7 حزمة متكاملة وممتازة تلبي احتياجات شريحة أوسع من اللاعبين والمستخدمين الذين يبحثون عن أفضل جودة بصرية ممكنة مع أداء لعب سريع للغاية.