رائد فضاء هندي يبلغ من العمر 19 عاماً يجمع 4.3 مليون دولار لتوفير اتصال فضائي 24/7

أبولو لينك: شركة ناشئة بقيادة شاب هندي تحقق 4.3 مليون دولار لبناء شبكة اتصالات فضائية متواصلة

Apolink أقمار صناعية: كيف تغير التكنولوجيا الفضائية المستقبل؟

📋في هذا التقرير:

رؤية أبولو لينك: حل مشكلة الاتصال المستمر بالأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض – دليل Apolink أقمار صناعية

تهدف "أبولو لينك" إلى معالجة مشكلة قائمة منذ فترة طويلة في قطاع الاتصالات الفضائية: انقطاع الاتصال بالأقمار الصناعية. تواجه الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض (LEO) بشكل متكرر فترات انقطاع في الاتصال، تعرف باسم "المناطق الميتة" (dead zones)، وذلك عندما تكون خارج نطاق رؤية محطات المراقبة الأرضية. على الرغم من أن الأقمار الصناعية المرحلية وشبكات محطات المراقبة الأرضية العالمية تساعد في تقليل هذا الوقت الضائع، إلا أنها لا توفر حلولاً كاملة.

هذه الفجوة في الاتصال أصبحت حرجة بشكل خاص مع تطور صناعة الفضاء. على سبيل المثال، اعتمدت وكالة ناسا لسنوات على نظامها الخاص بتتبع وإعادة إرسال البيانات (TDRS) للحفاظ على اتصال شبه مستمر بالأقمار الصناعية في المدار الثابت بالنسبة للأرض (geostationary orbit). ومع ذلك، في عام 2022، أعلنت الوكالة عن خططها للتخلص التدريجي من نظام TDRS والتحول إلى مزودي خدمات تجارية للاتصالات الفضائية.

هنا يأتي دور "أبولو لينك". تهدف الشركة إلى توفير اتصال على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض. يتميز هذا الحل بتصميم فريد، حيث تم تصميم كل حلقة مدارية للتعامل مع 256 مستخدمًا بسرعة 9.6 كيلوبت في الثانية.

المزايا الفريدة للمدار الأرضي المنخفض في Apolink

يوضح أونكار سينغ باترا، مؤسس "أبولو لينك"، المزايا الرئيسية للمدار الأرضي المنخفض: "للمدار الأرضي المنخفض مزاياه الخاصة. إنه أقرب بكثير من المدار الثابت بالنسبة للأرض، مما يعني أن إغلاق الرابط بين القمر الصناعي للعميل وكوكبتنا أسهل بكثير… هذا هو المكان الذي يتم فيه تقليل متطلبات الطاقة، وهذا هو المكان الذي تأتي فيه أيضًا مسألة التوافق."

هذا القرب من الأرض يترجم إلى عدة مزايا. أولاً، يقلل من متطلبات الطاقة اللازمة لإرسال واستقبال الإشارات، مما يجعل تصميم الأقمار الصناعية أكثر كفاءة. ثانيًا، يقلل من زمن الانتقال (latency)، وهو الوقت المستغرق لإرسال واستقبال البيانات، مما يجعل الاتصالات أكثر استجابة. ثالثًا، يتيح استخدام أجهزة أصغر وأقل تكلفة على الأقمار الصناعية، مما يقلل من التكلفة الإجمالية للحل.

رحلة أونكار باترا: من شغف الفضاء إلى تأسيس شركة ناشئة

بدأت رحلة أونكار سينغ باترا في عالم الفضاء في سن مبكرة. في عام 2020، عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا، بدأ اهتمامه بالفضاء يتشكل. في عام 2022، بينما كان طالبًا في الصف الثاني عشر في مدرسة دفاعية في مدينة جامو شمال الهند، قام بتصميم نظام أقمار صناعية أطلق عليه اسم "InQube"، والذي أصبح أول قمر صناعي مفتوح المصدر في الهند.

لم يتوقف طموح باترا عند هذا الحد. فقد قام أيضًا بتدريس علوم الفضاء لطلاب الهندسة كأستاذ زائر في معهد التكنولوجيا الهندي (IIT) في جامو بين عامي 2022 و 2023. خلال عمله على نظام الأقمار الصناعية الأول الخاص به، أدرك باترا مشكلة الاتصال بالأقمار الصناعية و لاحظ أن الحلول الموجودة لم توفر التوافق مع الإصدارات السابقة، مما يتطلب أجهزة معينة لتمكين الوصول إلى الشبكة في المدار.

الحل المبتكر لأبولو لينك: شبكة اتصال شاملة

يكمن الحل الذي تقدمه "أبولو لينك" في تصميم شبكة اتصال شاملة تعتمد على مزيج من تقنيات الراديو والليزر. تسمح هذه الشبكة للأقمار الصناعية التي تفتقر إلى أجهزة معينة بالاتصال بالشبكة. يوضح باترا أن "أبولو لينك" تحل هذه المشكلة من خلال "هندسة معمارية هجينة تعتمد على الراديو والضوء، مع نهج مستقل عن الأجهزة الطرفية للمستخدم".

Apolink أقمار صناعية - صورة توضيحية

تقوم "أبولو لينك" ببناء كوكبة من 32 قمرًا صناعيًا تتضمن أجهزة ليزر وراديو لتمكين الاتصال حتى للأقمار الصناعية التي تفتقر إلى أجهزة معينة. يهدف هذا الحل إلى توفير وقت تشغيل يقارب 99٪ وزمن انتقال يتراوح بين 10 و 15 ثانية. مع تطور الشبكة، من المتوقع أن ينخفض زمن الانتقال إلى 2-3 ثوانٍ.

المنافسة في سوق الاتصالات الفضائية

على الرغم من أن "أبولو لينك" تقدم حلاً فريدًا، إلا أنها تواجه منافسة في سوق الاتصالات الفضائية المتنامي. شركات مثل "أمازون كويبر" (Amazon’s Kuiper) و "سبيس إكس ستارلينك" (SpaceX’s Starlink) تعمل أيضًا على بناء روابط بين الأقمار الصناعية لمعالجة مشكلات الاتصال.

ومع ذلك، يرى باترا أن هناك فروقًا جوهرية بين "أبولو لينك" والمنافسين الرئيسيين. يشير إلى أن معظم اللاعبين الذين لديهم كوكبات متعددة الأغراض لا يخصصونها لعمليات الترحيل الافتراضية، مما يؤدي إلى عرض نطاق ترددي محدود متاح للعملاء. بالإضافة إلى ذلك، تتطلب هذه الشركات عادةً من العملاء تثبيت محطة طرفية بصرية على موقعهم للاتصال.

"لاعبو روابط الأقمار الصناعية الآخرون يركزون على نطاقات Ku/Ka ويستخدمون محطات طرفية بصرية لتنزيل الصور من الفضاء، وهذا ما لا نفعله"، يوضح باترا.

الميزة التنافسية لأبولو لينك: ترخيص FCC الخاص بها

من بين الميزات التنافسية لـ "أبولو لينك" حصولها على ترخيص من لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC). هذا يزيل الحاجة إلى أن يفي العملاء بمتطلبات ترخيص إضافية، مما يبسط عملية الاتصال ويسرع من نشر الشبكة.

مستقبل أبولو لينك: توسيع نطاق الاتصال الفضائي

مع التمويل الجديد، تستعد "أبولو لينك" لتوسيع نطاق عملياتها وتسريع تطوير شبكة الاتصالات الخاصة بها. تهدف الشركة إلى أن تصبح المزود الرائد لخدمات الاتصال المستمر للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض، مما يفتح الباب أمام تطبيقات جديدة ومبتكرة في مجالات مثل المراقبة الأرضية، والاتصالات، والبحث العلمي.

الأثر المحتمل على الاقتصاد الرقمي

يعد نجاح "أبولو لينك" مثالاً على كيف يمكن للابتكار أن يغير مشهد التكنولوجيا الفضائية. مع تزايد الاعتماد على الأقمار الصناعية في مختلف المجالات، من المتوقع أن يكون لشبكة الاتصالات المستمرة التي تقدمها "أبولو لينك" تأثير كبير على الاقتصاد الرقمي. ستساهم في:

  • تحسين الاتصالات: توفير اتصال موثوق به وعالي السرعة للأقمار الصناعية، مما يعزز الاتصالات في جميع أنحاء العالم.
  • دعم البحث العلمي: تمكين الباحثين من جمع البيانات وتحليلها بشكل أكثر فعالية، مما يؤدي إلى اكتشافات علمية جديدة.
  • تطوير تطبيقات جديدة: فتح الباب أمام تطبيقات جديدة ومبتكرة في مجالات مثل الزراعة الذكية، وإدارة الكوارث، والملاحة.
  • تعزيز النمو الاقتصادي: خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاستثمار في قطاع الفضاء.

الخلاصة: مستقبل واعد للاتصالات الفضائية

"أبولو لينك" هي شركة ناشئة واعدة لديها القدرة على إحداث ثورة في قطاع الاتصالات الفضائية. من خلال حلها المبتكر وشغف مؤسسها الشاب، أونكار سينغ باترا، تسير الشركة على الطريق الصحيح لتحقيق رؤيتها المتمثلة في توفير اتصال مستمر للأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض. مع التمويل الجديد والتركيز على التكنولوجيا المتطورة، من المتوقع أن تلعب "أبولو لينك" دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل الاتصالات الفضائية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى