بعد «بلوسكاي»… تطبيقات ثورية تُعيد تشكيل التواصل الاجتماعي عبر بروتوكول AT المفتوح

ما وراء “بلوسكاي“: تطبيقات تبني تجارب اجتماعية جديدة على بروتوكول AT
شهدت الساحة الرقمية في السنوات الأخيرة تحولات جذرية، خاصة في مجال الشبكات الاجتماعية. ومع صعود منصات جديدة وتغير سلوك المستخدمين، أصبح البحث عن بدائل مبتكرة ومفتوحة المصدر أمراً ملحاً. في هذا السياق، يبرز بروتوكول AT (أو ATProto اختصاراً) كتقنية واعدة، وهو البروتوكول الذي يقوم عليه تطبيق “بلوسكاي” (Bluesky) وغيره من التطبيقات الناشئة التي تسعى إلى إعادة تشكيل تجربة التفاعل الاجتماعي على الإنترنت.
صعود “بلوسكاي” والتحول نحو الشبكات الاجتماعية المفتوحة
منذ انطلاقه، اكتسب “بلوسكاي” شهرة واسعة كبديل محتمل لمنصات التواصل الاجتماعي التقليدية. ومع نمو قاعدة مستخدميه لتتجاوز 36.5 مليون مستخدم، لم يعد “بلوسكاي” مجرد منافس، بل أصبح رمزاً لتوجه أوسع نحو بناء شبكات اجتماعية مفتوحة وموزعة. يعتمد “بلوسكاي” على بروتوكول AT، وهو بروتوكول مفتوح المصدر يهدف إلى تمكين المستخدمين من استعادة السيطرة على بياناتهم وتجاربهم الاجتماعية.
إعادة بناء الويب 2.0: رؤية جديدة للشبكات الاجتماعية
يهدف مجتمع ATProto إلى إعادة بناء الكثير مما كان عليه الويب 2.0، وهو الإصدار السابق من الويب الذي شهد ظهور الشبكات الاجتماعية، والمدونات، والمواقع المتخصصة في مشاركة الصور والفيديوهات، وغيرها من الخدمات التعاونية. ومع ذلك، يختلف النهج الجديد في أن التطبيقات تبنى على تقنيات مفتوحة، بدلاً من الاعتماد على خدمات مركزية تسيطر عليها شركات التكنولوجيا الكبرى. هذا التحول يهدف إلى منح المستخدمين مزيداً من التحكم في بياناتهم وتجاربهم، وتقليل الاعتماد على منصات معينة.
تطبيقات واعدة على بروتوكول AT: نظرة عامة
يشهد نظام ATProto نمواً سريعاً، مع ظهور العديد من التطبيقات التي تستفيد من إمكانيات هذا البروتوكول. فيما يلي نظرة عامة على بعض هذه التطبيقات، مع التركيز على التطبيقات التي تخدم المستخدمين بشكل مباشر:
Flashes: بديل أنيق لإنستغرام
يعد Flashes تطبيقاً جديداً يهدف إلى توفير تجربة مشابهة لإنستغرام، مع التركيز على مشاركة الصور والفيديوهات. تم تطوير هذا التطبيق من قبل المطور الألماني سيباستيان فوغلسانغ، الذي سبق أن أطلق تطبيقاً مشابهاً يسمى Skeets. يتيح Flashes للمستخدمين تحميل ما يصل إلى أربع صور أو مقاطع فيديو، مع دعم مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 3 دقائق. يوفر التطبيق أيضاً فلاتر للصور، وخلاصات مخصصة، ووضع “Portfolio” لعرض أعمال المصورين.
Spark: منصة فيديو متكاملة
Spark هو تطبيق آخر يعتمد على بروتوكول AT، ولكنه يتميز بتركيزه على الفيديو. يتيح هذا النهج لـ Spark تقديم مجموعة واسعة من الميزات، بما في ذلك دعم مقاطع الفيديو الأطول، والفلاتر، والمؤثرات الخاصة، ومكتبة موسيقية، وحتى البث المباشر في المستقبل. يهدف Spark إلى أن يكون منصة فيديو متكاملة، تلبي احتياجات المستخدمين الذين يرغبون في إنشاء ومشاركة محتوى الفيديو بسهولة.
Skylight: شبكة اجتماعية شاملة
Skylight هو تطبيق اجتماعي آخر يعتمد على بروتوكول AT، وقد تم تطويره في سياتل. يوفر Skylight ميزات أساسية مثل الإعجابات، والمتابعات، والتعليقات، وصفحات الملفات الشخصية. يعمل فريق التطوير على إضافة المزيد من الميزات، بما في ذلك دعم الفيديو. يمكن للمستخدمين متابعة تطوير Skylight على صفحة تيك توك الخاصة بمؤسسي التطبيق.
Pinksky: تطبيق آخر لمشاركة الصور
Pinksky هو تطبيق آخر يسعى إلى توفير تجربة مشابهة لإنستغرام، مع التركيز على مشاركة الصور. تم تطوير هذا التطبيق من قبل المطور رامون سوزا، وهو متاح على نظامي iOS و Android. يوفر Pinksky ميزات مماثلة لإنستغرام، بما في ذلك ملفات تعريف المستخدمين، وخلاصة للصور والفيديوهات، وقسم “Stories” حيث تظل المشاركات مرئية لمدة 24 ساعة.
Bluescreen: بديل تيك توك قيد التطوير
Bluescreen هو تطبيق آخر قيد التطوير من قبل سيباستيان فوغلسانغ، ويركز على مقاطع الفيديو المنشورة على شبكة Bluesky الاجتماعية. يهدف Bluescreen إلى توفير تجربة مشابهة لتيك توك، مع التركيز على مقاطع الفيديو القصيرة.
Videos for Bluesky: تطبيق متخصص في الفيديو
Videos for Bluesky هو تطبيق آخر يعتمد على Bluesky، ويهدف إلى تسهيل مشاركة مقاطع الفيديو على هذه الشبكة الاجتماعية. يوفر التطبيق واجهة سهلة الاستخدام لمشاركة مقاطع الفيديو، مع إمكانية إضافة التعليقات والتفاعل مع المحتوى.
التحديات والفرص في عالم ATProto
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة التي يوفرها بروتوكول AT، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذا النظام البيئي الناشئ. من بين هذه التحديات:
- التبني الواسع النطاق: يتطلب نجاح ATProto تبنيًا واسع النطاق من قبل المستخدمين والمطورين على حد سواء.
- التوافقية: يجب أن تعمل التطبيقات المختلفة التي تعتمد على ATProto بشكل متوافق مع بعضها البعض، لتوفير تجربة مستخدم سلسة.
- الاستدامة: يجب أن يكون نظام ATProto مستداماً على المدى الطويل، من حيث التمويل والتطوير والصيانة.
- المنافسة: يواجه ATProto منافسة شديدة من منصات التواصل الاجتماعي القائمة، والتي تتمتع بالفعل بقاعدة مستخدمين كبيرة.
ومع ذلك، هناك أيضاً العديد من الفرص التي يمكن أن يستغلها نظام ATProto:
- الابتكار: يتيح ATProto للمطورين فرصة الابتكار وتجربة أفكار جديدة في مجال الشبكات الاجتماعية.
- المرونة: يوفر ATProto مرونة كبيرة للمستخدمين، حيث يمكنهم اختيار التطبيقات التي تناسب احتياجاتهم وتفضيلاتهم.
- الخصوصية: يركز ATProto على حماية خصوصية المستخدمين، مما يجعله خياراً جذاباً للأشخاص الذين يهتمون ببياناتهم الشخصية.
- اللامركزية: تتيح لامركزية ATProto للمستخدمين التحكم في بياناتهم وتجاربهم، وتقليل الاعتماد على منصات مركزية.
الخلاصة: مستقبل مشرق للشبكات الاجتماعية المفتوحة
يمثل بروتوكول AT خطوة مهمة نحو بناء شبكات اجتماعية أكثر انفتاحاً ومرونة. مع ظهور المزيد من التطبيقات التي تعتمد على هذا البروتوكول، من المتوقع أن يشهد هذا النظام البيئي نمواً كبيراً في السنوات القادمة. على الرغم من التحديات التي تواجه ATProto، إلا أن الفرص المتاحة كبيرة، خاصة مع تزايد اهتمام المستخدمين بالخصوصية واللامركزية. إذا نجح ATProto في تحقيق رؤيته، فقد يشهد العالم تحولاً جذرياً في كيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض على الإنترنت.
للمزيد من التفاصيل: الكود المصدري ، الدمج التلقائي ، ريد هارماير ، تيسا براون ، إشارة دخان ، Cred.blue (كريد.بلو) ، لوحة الصدارة