META مقاضاة تطبيق AI ‘nudify’ Crush AI للإعلان على منصاتها

ميتا ترفع دعوى قضائية ضد تطبيق "Crush AI" المتخصص في "التعرية بالذكاء الاصطناعي" وتكثف جهودها لمكافحة المحتوى الضار

في خطوة تعكس التزامها المتزايد بحماية المستخدمين ومنع استغلال التقنيات الناشئة، رفعت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام، دعوى قضائية ضد شركة "Joy Timeline HK" المطورة لتطبيق "Crush AI". هذا التطبيق، الذي اكتسب شهرة واسعة بسبب قدرته على إنشاء صور جنسية صريحة مزيفة للأشخاص باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، كان ينشر إعلاناته بشكل مكثف على منصات ميتا. هذه الدعوى القضائية، التي أُقيمت في هونغ كونغ، تسلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه شركات التكنولوجيا في ظل انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تستخدم بشكل ضار.

تفاصيل الدعوى القضائية: تجاوز سياسات الإعلان واستغلال الذكاء الاصطناعي

تتهم ميتا شركة "Joy Timeline HK" بمحاولة التحايل على آليات مراجعة الإعلانات الخاصة بها، وذلك بهدف نشر إعلانات تروج لخدمات "التعرية بالذكاء الاصطناعي" على نطاق واسع. وفقًا لبيان صادر عن ميتا، قامت الشركة بإزالة الإعلانات المخالفة بشكل متكرر، إلا أن "Joy Timeline HK" استمرت في نشر إعلانات جديدة، مما يشير إلى تصميم متعمد على استغلال منصات ميتا لتحقيق أهداف غير أخلاقية.

تشير التقديرات إلى أن تطبيق "Crush AI" نشر أكثر من 8000 إعلان على منصات ميتا خلال الأسبوعين الأولين من عام 2025 فقط. هذه الإعلانات، التي كانت تروج لخدمات "نزع الملابس بالذكاء الاصطناعي"، استهدفت المستخدمين بشكل مباشر، مما أثار قلقًا بالغًا بشأن سلامة المستخدمين، وخاصة القُصّر.

أساليب التحايل: حسابات إعلانية متعددة وتغيير أسماء النطاقات

لمواجهة آليات الرقابة الصارمة التي تفرضها ميتا، لجأت "Joy Timeline HK" إلى أساليب تحايل معقدة. من بين هذه الأساليب، إنشاء عشرات الحسابات الإعلانية بأسماء مختلفة، غالبًا ما كانت تحمل عبارات مثل "Eraser Annyone’s Clothes" متبوعة بأرقام مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كانت الشركة تغير أسماء نطاقات مواقعها الإلكترونية بشكل متكرر لتجنب اكتشافها وحظرها.

هذه الأساليب تظهر مدى تعقيد المشكلة التي تواجهها شركات التكنولوجيا في مكافحة المحتوى الضار، خاصة مع تطور التقنيات المستخدمة في إنشائه ونشره.

انتشار الظاهرة: تطبيقات "التعرية بالذكاء الاصطناعي" تهدد منصات التواصل الاجتماعي

ليست ميتا وحدها التي تواجه هذه التحديات. تشهد منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل "X" (تويتر سابقًا) وتيك توك، انتشارًا مماثلاً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم في إنشاء صور جنسية صريحة. أدت هذه الظاهرة إلى زيادة القلق بشأن سلامة المستخدمين، وخاصة القُصّر، الذين قد يتعرضون لمحتوى ضار دون علمهم أو موافقتهم.

أظهرت الدراسات أن الروابط إلى تطبيقات "التعرية بالذكاء الاصطناعي" قد ارتفعت بشكل كبير في عام 2024 على منصات مثل "X" و"Reddit". كما تم عرض إعلانات لهذه التطبيقات لملايين الأشخاص على يوتيوب، مما يشير إلى انتشار واسع النطاق لهذه الظاهرة.

استجابة ميتا: جهود مكثفة لمكافحة المحتوى الضار

لمواجهة هذه التحديات، اتخذت ميتا عددًا من الإجراءات الهامة. أولاً، قامت الشركة بحظر عمليات البحث عن تطبيقات "التعرية بالذكاء الاصطناعي" باستخدام الكلمات الرئيسية ذات الصلة على منصاتها. ومع ذلك، أدركت ميتا أن حظر الكلمات الرئيسية وحده غير كافٍ، لذلك كثفت جهودها لتطوير تقنيات جديدة قادرة على تحديد وإزالة الإعلانات التي تروج لهذه الخدمات، حتى لو لم تتضمن صورًا صريحة.

تقنيات جديدة: الكشف عن الإعلانات المخالفة وتوسيع نطاق الحظر

أعلنت ميتا عن تطوير تقنيات جديدة مصممة خصيصًا لتحديد الإعلانات التي تروج لخدمات "التعرية بالذكاء الاصطناعي" أو "نزع الملابس". تستخدم هذه التقنيات تقنيات مطابقة متطورة للعثور على الإعلانات المقلدة وإزالتها بسرعة أكبر. بالإضافة إلى ذلك، قامت ميتا بتوسيع قائمة المصطلحات والعبارات والرموز التعبيرية التي يتم وضع علامة عليها بواسطة أنظمتها، مما يساعد على اكتشاف المحتوى الضار بشكل أكثر فعالية.

التعاون مع الجهات الفاعلة السيئة: تعطيل شبكات الإعلانات المخالفة

بالإضافة إلى ذلك، تتبنى ميتا نفس التكتيكات التي استخدمتها تقليديًا لتعطيل شبكات الجهات الفاعلة السيئة. منذ بداية عام 2025، تمكنت الشركة من تعطيل أربع شبكات منفصلة كانت تروج لخدمات "التعرية بالذكاء الاصطناعي". هذا النهج يهدف إلى ضرب البنية التحتية التي تدعم هذه التطبيقات، مما يجعل من الصعب عليها الوصول إلى المستخدمين ونشر محتواها الضار.

التعاون الخارجي: مبادرة "Tech Coalition" وبرنامج "Lantern"

تدرك ميتا أهمية التعاون مع الجهات الخارجية لمكافحة المحتوى الضار. لذلك، بدأت الشركة في مشاركة المعلومات حول تطبيقات "التعرية بالذكاء الاصطناعي" من خلال برنامج "Lantern" التابع لمبادرة "Tech Coalition". "Tech Coalition" هي مبادرة جماعية تضم شركات مثل جوجل وميتا وسناب، وتهدف إلى منع الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت. منذ شهر مارس، قدمت ميتا أكثر من 3800 عنوان URL فريدًا إلى هذه الشبكة، مما يساعد على تحديد المواقع الإلكترونية الضارة وحظرها.

الدعم التشريعي: دعم القوانين التي تحمي الأطفال

تلتزم ميتا بدعم التشريعات التي تهدف إلى تمكين الآباء من الإشراف على تنزيلات التطبيقات الخاصة بأبنائهم والموافقة عليها. في هذا السياق، دعمت الشركة قانون "Take It Down Act" الأمريكي، وتعمل حاليًا مع المشرعين لتنفيذه. هذا القانون يهدف إلى مكافحة انتشار الصور الحميمة غير التوافقية (أي الصور التي يتم إنشاؤها أو نشرها دون موافقة الشخص المعني) عبر الإنترنت.

التحديات المستقبلية: السباق المحموم بين التكنولوجيا والرقابة

تُظهر قضية "Crush AI" التحديات الكبيرة التي تواجهها شركات التكنولوجيا في العصر الرقمي. مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يصبح من الصعب على هذه الشركات الحفاظ على بيئة آمنة لمستخدميها. يتطلب الأمر جهودًا مستمرة لتطوير تقنيات جديدة، وتعزيز التعاون مع الجهات الخارجية، ودعم التشريعات التي تحمي المستخدمين.

يجب على شركات التكنولوجيا أن توازن بين توفير تجارب مستخدم مبتكرة وبين مسؤوليتها الاجتماعية في حماية المستخدمين من الأذى. هذا يتطلب استثمارًا كبيرًا في البحث والتطوير، وتعزيز الشفافية، والتواصل المستمر مع المستخدمين حول المخاطر المحتملة.

أهمية الوعي: دور المستخدمين في مكافحة المحتوى الضار

بالإضافة إلى جهود الشركات، يلعب المستخدمون دورًا حيويًا في مكافحة المحتوى الضار. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المحتملة، وأن يبلغوا عن أي محتوى ضار يرونه على المنصات. كما يجب عليهم توخي الحذر عند استخدام التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت، والتحقق من سياسات الخصوصية والأمان.

في الختام، تعد قضية "Crush AI" بمثابة تذكير بأهمية التعاون بين شركات التكنولوجيا والمستخدمين والجهات التنظيمية لمواجهة التحديات التي تفرضها التقنيات الناشئة. من خلال العمل معًا، يمكننا بناء بيئة رقمية أكثر أمانًا وشمولية للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى