فضيحة سبيس إكس: 2 دعوى قضائية جديدة تكشف أسرار السلامة و الإقالة
دعاوى قضائية جديدة تلاحق "سبيس إكس" بشأن السلامة والتعسف الوظيفي
يُعتبر SpaceX دعاوى قضائية من أهم المواضيع في هذا المجال. تواجه شركة "سبيس إكس" (SpaceX) دعويين قضائيتين جديدتين
تفاصيل الدعوى الأولى: تحذيرات السلامة التي تم تجاهلها – دليل SpaceX دعاوى قضائية
تتعلق الدعوى الأولى بروبرت ماركرت، وهو مشرف سابق عمل في "سبيس إكس" لمدة 13 عامًا قبل فصله في أبريل. يدعي ماركرت في دعواه أنه حذر قادة الشركة من أن إحدى عمليات استعادة أجزاء الصواريخ يمكن أن "تسبب إصابات خطيرة أو الوفاة بسهولة"، ولكنه قوبل بالتجاهل. ووفقًا للدعوى، كان السبب وراء ذلك هو أن هذه العملية كانت "الحل الأكثر اقتصادًا". بعد بضعة أشهر، تم إنهاء عمله.
تُظهر هذه الادعاءات صورة مقلقة حول كيفية تعامل "سبيس إكس" مع مخاوف السلامة. يشير ماركرت إلى أن الشركة وضعت السرعة وتوفير التكاليف فوق اعتبارات أخرى، بما في ذلك سلامة الموظفين. هذا الأمر يثير تساؤلات حول ثقافة الشركة وأولوياتها في ظل سعيها لتحقيق أهداف طموحة في مجال استكشاف الفضاء.
ضغوط العمل والإصابات: بيئة عمل مرهقة في SpaceX
لا تقتصر ادعاءات ماركرت على تجاهل مخاوف السلامة. فهو يشير أيضًا إلى ضغوط العمل التي تعرض لها الفنيون العاملون في الشركة. ووفقًا للدعوى، كان على الفنيين في بعض الأحيان العمل لمدة 15 إلى 20 يومًا متتالية. وعندما أثار ماركرت هذه المسألة مع رؤسائه، قيل له "الجدول الزمني يأتي أولاً".
هذا الجدول الزمني الصعب، الذي يتم تنفيذه في بيئة عمل شديدة التوتر، أدى إلى إصابات، وفقًا لادعاءات ماركرت، كان الفنيون يخشون الإبلاغ عنها. عندما اقترح ماركرت أن تقوم الشركة بإعطاء الأولوية للتدريب والشهادات، قيل له "ليس هناك وقت لذلك ولن تنفق الشركة المال عليه"، وفقًا للدعوى.
هذه الادعاءات تثير مخاوف جدية بشأن رفاهية الموظفين وظروف العمل في "سبيس إكس". يشير هذا إلى أن الشركة ربما تكون قد وضعت أهداف الإنتاج فوق صحة وسلامة موظفيها.
الدعوى الثانية: الإصابات المتكررة والفصل التعسفي
الدعوى القضائية الثانية، التي رفعها ديفيد لافالي، وهو سباك سابق في "سبيس إكس"، تتهم الشركة بالفصل التعسفي بعد فشلها في توفير الترتيبات اللازمة لاستيعاب إصابات متعددة مرتبطة بالعمل. تعرض لافالي لإصابات مختلفة، بما في ذلك كسر في القدم، وآلام شديدة في الرقبة، وإصابات في الظهر والكتفين، وألم في المعصم.
وفقًا للدعوى، تقدم لافالي بطلب للحصول على تعويض العمال عن بعض هذه الإصابات، ولكنه لم يفعل ذلك بالنسبة لجميعها خوفًا من الانتقام. بعد تسعة أيام من طلب إجازة طبية بسبب ألم في الركبة ناتج عن النقرس، تم إنهاء عمل لافالي.
يشير هذا إلى نمط مقلق من التعامل مع الموظفين المصابين في "سبيس إكس". يزعم لافالي أنه كان جزءًا من موجة من عمليات الفصل طالت الموظفين الأكبر سنًا، والتي قادها جزئيًا سكوت هيلر، البالغ من العمر 28 عامًا، والذي عينته "سبيس إكس" كمدير كبير جديد في أواخر العام الماضي.
السياق الأوسع: سباق "سبيس إكس" نحو الفضاء
تأتي هذه الدعاوى القضائية في وقت حرج بالنسبة لـ "سبيس إكس". تتسابق الشركة لإعداد صاروخها الثقيل للغاية "ستارشيب" (Starship) لإكمال المهام لصالح وكالة ناسا والعملاء التجاريين، بالإضافة إلى إطلاق خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" (Starlink) التابعة للشركة.
بالإضافة إلى برنامج "ستارشيب"، تدير "سبيس إكس" أيضًا الصاروخ الأكثر إطلاقًا في التاريخ، وهو "فالكون 9" (Falcon 9)، والذي تم إطلاقه 87 مرة حتى الآن هذا العام. هذا الضغط المتزايد لتحقيق أهداف طموحة قد يؤثر على بيئة العمل في الشركة، مما يؤدي إلى زيادة ضغوط العمل وتجاهل مخاوف السلامة.
معدلات الإصابات: مقارنة مع الصناعة
تُظهر التقارير الحديثة أن "سبيس إكس" تجاوزت نظيراتها في معدلات إصابات العمال لعام 2024. أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA) أن مجمع "ستاربيز" (Starbase) في تكساس سجل معدل إصابات بلغ 4.27 لكل 100 عامل في العام الماضي، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف متوسط التصنيع الفضائي البالغ 1.6.
هذه الأرقام تثير قلقًا بالغًا بشأن سلامة العمال في "سبيس إكس". يشير هذا إلى أن الشركة قد تحتاج إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين بيئة العمل وتقليل مخاطر الإصابات.
الموقع الجغرافي: تركيز على منشآت الساحل الغربي
لم يذكر ماركرت صراحةً مكان عمله في "سبيس إكس". ومع ذلك، تشير الدعوى إلى أنه عمل مع فنيي السفن. تُظهر سجلات OSHA أن عمليات استعادة أجزاء الصواريخ في الساحل الغربي لـ "سبيس إكس" لديها أعلى معدلات الإصابات بين جميع مواقع "سبيس إكس"، بمعدل إصابات يبلغ 7.6 لكل 100 عامل لعمليات الساحل الغربي.
هذا التركيز على منشآت الساحل الغربي يشير إلى أن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في هذه المواقع لتحسين السلامة وتقليل مخاطر الإصابات.
التداعيات المحتملة: تأثير على سمعة الشركة
يمكن أن يكون لهذه الدعاوى القضائية تأثير كبير على سمعة "سبيس إكس". إذا ثبتت صحة هذه الادعاءات، فقد يؤدي ذلك إلى تآكل ثقة المستثمرين والعملاء والموظفين. قد يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة التدقيق من قبل الجهات التنظيمية، مما قد يؤثر على قدرة الشركة على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال استكشاف الفضاء.
بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه "سبيس إكس" تكاليف قانونية كبيرة إذا خسرت هذه الدعاوى. قد تضطر الشركة إلى دفع تعويضات للموظفين المتضررين، بالإضافة إلى تكاليف الدفاع القانوني.
خطوات مستقبلية: ما الذي يجب على "سبيس إكس" فعله؟
لمعالجة هذه القضايا، يجب على "سبيس إكس" اتخاذ عدة خطوات:
إجراء تحقيق داخلي شامل: يجب على الشركة إجراء تحقيق داخلي شامل في جميع الادعاءات الواردة في الدعاوى القضائية. يجب أن يشمل هذا التحقيق مقابلة الموظفين الحاليين والسابقين، ومراجعة سجلات السلامة، وتقييم سياسات وإجراءات الشركة. تحسين ثقافة السلامة: يجب على "سبيس إكس" تحسين ثقافة السلامة في الشركة. يجب أن يشمل ذلك توفير التدريب المناسب للموظفين، وتشجيع الإبلاغ عن مخاوف السلامة دون خوف من الانتقام، وتخصيص الموارد اللازمة لتحسين السلامة. مراجعة سياسات وإجراءات الموارد البشرية: يجب على الشركة مراجعة سياسات وإجراءات الموارد البشرية للتأكد من أنها عادلة ومنصفة. يجب أن يشمل ذلك وضع سياسات واضحة بشأن الفصل التعسفي، وتوفير الترتيبات اللازمة لاستيعاب الموظفين المصابين، وضمان حصول الموظفين على تعويض العمال المناسب.
التعاون مع الجهات التنظيمية: يجب على "سبيس إكس" التعاون مع الجهات التنظيمية، مثل إدارة السلامة والصحة المهنية (OSHA)، لتحسين السلامة في مكان العمل. الشفافية والمساءلة: يجب على الشركة أن تكون شفافة بشأن جهودها لتحسين السلامة والمساءلة عن أي أخطاء أو تقصير..
الخلاصة: تحديات تواجه "سبيس إكس"
تواجه "سبيس إكس" تحديات كبيرة في الوقت الحالي. يجب على الشركة معالجة هذه الدعاوى القضائية بجدية واتخاذ خطوات ملموسة لتحسين السلامة في مكان العمل. إذا لم تفعل ذلك، فقد تواجه الشركة تداعيات خطيرة على سمعتها وقدرتها على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال استكشاف الفضاء. هذه القضايا تسلط الضوء على أهمية الموازنة بين الابتكار والنمو من جهة، وسلامة الموظفين ورفاهيتهم من جهة أخرى. يجب على "سبيس إكس" أن تثبت التزامها بالسلامة والمساءلة من أجل الحفاظ على ثقة موظفيها وعملائها والمساهمة في مستقبل مستدام لاستكشاف الفضاء.
