X تفقد رئيسها و 2025 تشهد تراجعاً: هل تنجح Threads في التفوق

رحيل الرئيس التنفيذي وتراجع المستخدمين: هل تواجه "إكس" (X) أزمة هوية؟
انخفاض استخدام X: هل تفقد المنصة بريقها بعد التغييرات؟
تراجع في عدد المستخدمين النشطين يومياً – دليل انخفاض استخدام X
أظهرت البيانات الصادرة عن شركة "Sensor Tower" المتخصصة في تحليل تطبيقات الهواتف الذكية، أن عدد المستخدمين النشطين يومياً على "إكس" قد انخفض بنسبة تقريبية 10% على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2025. هذا التراجع يمثل تحدياً كبيراً للمنصة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من منصات أخرى تسعى لجذب المستخدمين.
على الرغم من هذا التراجع، لا تزال "إكس" تحتفظ بقاعدة مستخدمين أكبر بكثير من منافسيها الرئيسيين. فهي أكبر بـ 65% من منصة "ثريدز" (Threads) التابعة لشركة "ميتا" (Meta)، وأكبر بعشر مرات من منصة "بلو سكاي" (Bluesky) التي تعتمد على المصادر المفتوحة. ومع ذلك، فإن هذا التفوق العددي لا يضمن استمرار "إكس" في الصدارة، خاصة مع النمو المتسارع الذي تشهده بعض المنافسين.
"ثريدز" تقترب: منافسة شرسة على الأجهزة المحمولة في انخفاض X
تشير البيانات إلى أن منصة "ثريدز" تقترب بسرعة من "إكس" من حيث عدد المستخدمين النشطين يومياً على الأجهزة المحمولة. ففي يونيو 2025، وصل عدد المستخدمين النشطين يومياً على تطبيق "ثريدز" لأجهزة iOS و Android إلى 115.1 مليون مستخدم، بزيادة سنوية بلغت 127.8%. في المقابل، بلغ عدد المستخدمين النشطين يومياً على "إكس" 132 مليون مستخدم، مع انخفاض سنوي بنسبة 15.2%.
يعكس هذا النمو الكبير الذي تشهده "ثريدز" قدرتها على جذب المستخدمين، ويرجع ذلك جزئياً إلى الميزات الجديدة التي أطلقتها المنصة، بالإضافة إلى تكاملها مع تطبيقات "ميتا" الأخرى مثل فيسبوك وإنستغرام، والتي تعمل كقنوات تسويق فعالة.
"إكس" تتفوق في التفاعل والولاء
على الرغم من التحديات التي تواجهها، لا تزال "إكس" تحتفظ بميزة مهمة: تفاعل المستخدمين وولائهم. تشير البيانات إلى أن مستخدمي "إكس" يقضون في المتوسط 31 دقيقة يومياً على المنصة خلال الربع الثاني من عام 2025، وهو ما يقرب من أربعة أضعاف الوقت الذي يقضيه المستخدمون على "ثريدز"، والذي يبلغ 8 دقائق يومياً.
بالإضافة إلى ذلك، يتفاعل ما يقرب من نصف (48%) مستخدمي "إكس" على مستوى العالم مع المنصة بشكل يومي، مقارنة بـ 33% لمستخدمي "ثريدز". هذه الأرقام تعكس قوة العلامة التجارية لـ "إكس" وقدرتها على جذب المستخدمين والاحتفاظ بهم.
"ثريدز" تراهن على الإعلانات لتحقيق النمو
في الوقت الذي تواجه فيه "إكس" تحديات في الحفاظ على قاعدة مستخدميها، تركز "ثريدز" بشكل كبير على تنمية نظامها الإعلاني، وهو المصدر الرئيسي للإيرادات في الوقت الحالي. في أبريل 2025، فتحت "ميتا" الباب أمام المعلنين العالميين لعرض إعلاناتهم على "ثريدز"، وفي الشهر التالي، أعلنت عن اختبارات لإعلانات الفيديو.
تستفيد "ثريدز" من كونها جزءاً من نظام "ميتا" الإعلاني الأكبر، والذي يتمتع بأدوات مألوفة للمسوقين، بالإضافة إلى خبرة "ميتا" التي تمتد لعقدين من الزمن في تحقيق أقصى قدر من الإيرادات الإعلانية.
أداء "إكس" الإعلاني: تعافٍ هش
شهد نظام "إكس" الإعلاني بعض التعافي في عهد ليندا ياتشارينو، لكنه كان تعافياً غير مستقر. تمثل الإعلانات في قطاعات الإعلام والترفيه والتسوق والألعاب نسبة كبيرة من إجمالي الإنفاق الإعلاني في الولايات المتحدة على "إكس".
وفقاً لبيانات "Sensor Tower"، مثلت هذه القطاعات 25% و 22% و 7% على التوالي من إجمالي الإنفاق الإعلاني في الولايات المتحدة على "إكس" حتى عام 2025. وقد شهدت هذه القطاعات نمواً منذ عام 2022، عندما مثلت 20% و 14% و 2% على التوالي.
في العام الماضي، تصدرت قائمة المعلنين الرئيسيين في الولايات المتحدة على "إكس" شركات مثل سامسونج، وتيمو، وستيت فارم، و MGM، و NFL، وروبن هود، وفلاتر، و NBA، و Mihoyo، ومايكروسوفت. هذا العام، انضمت شركات مثل أبل وجوجل وفيريزون وديل إلى قائمة العلامات التجارية الكبرى التي تعلن على "إكس".
تحديات المنافسة في سوق الإعلانات
تشير بيانات شركة "Guideline" المتخصصة في تحليل الإعلانات إلى أن الإنفاق الإعلاني في الولايات المتحدة على "إكس" قد ارتفع بنسبة 62% على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2025. ومع ذلك، فإن المنافسة في سوق الإعلانات شرسة، خاصة مع هيمنة شركتي "ميتا" و "جوجل".
بالنسبة لـ "ميتا"، لم يكن التحدي يكمن في تحقيق الربح من تطبيق شبكات اجتماعية جديد، بل في القدرة على إنشاء تطبيق جديد يجذب المستخدمين. وقد واجهت الشركة صعوبات في هذا المجال لسنوات، ولم تنجح إلا في الاستحواذ على تطبيقات قائمة مثل إنستغرام وواتساب.
مستقبل "إكس": هل يمكنها الحفاظ على مكانتها؟
تواجه "إكس" تحديات كبيرة في الوقت الحالي، بما في ذلك تراجع عدد المستخدمين النشطين يومياً، والمنافسة المتزايدة من منصات مثل "ثريدز". ومع رحيل الرئيسة التنفيذية، يزداد الغموض حول مستقبل المنصة.
للحفاظ على مكانتها، يجب على "إكس" التركيز على عدة جوانب:
- الابتكار:تطوير ميزات جديدة تجذب المستخدمين وتحافظ عليهم.
- تحسين تجربة المستخدم: تسهيل استخدام المنصة وجعلها أكثر جاذبية.
- تنمية نظام الإعلانات: جذب المعلنين وزيادة الإيرادات الإعلانية.
- التنافسية: مواكبة التطورات في عالم الشبكات الاجتماعية والتكيف مع التغيرات.
نظرة عامة على المنافسين الرئيسيين
دعونا نلقي نظرة على أبرز منافسي "إكس" وكيف يقارنون بها:
- ثريدز (Threads): المنصة التابعة لـ "ميتا" والتي تركز على المحتوى النصي. تتميز بالتكامل مع إنستغرام، مما يسهل على المستخدمين الانتقال بين التطبيقين. تهدف إلى الاستفادة من قاعدة مستخدمي "ميتا" الكبيرة.
- بلو سكاي (Bluesky): منصة تعتمد على المصادر المفتوحة وتهدف إلى توفير تجربة شبكات اجتماعية لامركزية. تجذب المستخدمين الذين يبحثون عن بدائل لـ "إكس" التقليدية.
- ماستودون (Mastodon): منصة أخرى تعتمد على المصادر المفتوحة وتوفر تجربة شبكات اجتماعية لامركزية. تتميز بالتركيز على الخصوصية والتحكم في البيانات.
العوامل المؤثرة في نجاح منصات التواصل الاجتماعي
هناك عدة عوامل تؤثر في نجاح منصات التواصل الاجتماعي، منها:
- تجربة المستخدم: سهولة الاستخدام والتصميم الجذاب.
- المحتوى: تنوع المحتوى وجودته.
- المجتمع: التفاعل بين المستخدمين والشعور بالانتماء.
- الخصوصية والأمان: حماية بيانات المستخدمين وضمان سلامتهم.
- التسويق والترويج: جذب المستخدمين الجدد والاحتفاظ بهم.
- المرونة والتكيف: القدرة على التكيف مع التغيرات في السوق وتلبية احتياجات المستخدمين.
الخلاصة: مستقبل "إكس" على المحك
تواجه "إكس" تحديات كبيرة في الوقت الحالي، ولكن لديها أيضاً نقاط قوة يمكنها الاستفادة منها. يعتمد مستقبل المنصة على قدرتها على التكيف مع التغيرات في السوق، والابتكار المستمر، وتحسين تجربة المستخدم. المنافسة شرسة، والنجاح ليس مضموناً، ولكن "إكس" لا تزال لديها الفرصة لإعادة تعريف نفسها والحفاظ على مكانتها في عالم الشبكات الاجتماعية. رحيل الرئيسة التنفيذية يمثل نقطة تحول، وعلى الإدارة الجديدة أن تتخذ قرارات حاسمة لتحديد مسار المنصة في المستقبل.